الثلاثاء، 9 أبريل 2013

القسم الإعدادي الأول : المدخل لتعريف القرآن الكريم:

باسم الله الرحمان الرحيم :

هناك من المسلمين من يلمس القرآن فلا ينيبه أدنى شعور بعظمته وقيمته ،وكأنه لمس كتابا عاديا ،وذلك لجهله الكبير بهذا الكتاب المكنون"إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون" أي لايلمس معاني آياته وكنهه إلا من تطهر ماديا ومعنويا شبحا وروحا ..وهذا ليس لكتاب إلا القرآن فهو كتاب لايمكن أن تفهمه إلا بتطبيقه :وقد تتراءى لك بعض معانيه اللغوية والبيانية لكنك لن تصل إلى كنهه المكنون إلا بالطهارة الظاهرة والباطنة :هاته الطهارة التي لن تتأتى لك إلا إذا عملت به وبسنة نبيه صلوات الله عليه. لأنه لا كمال لعملك بالكتاب دون استعانة بالأحاديث النبوية الشريفة لأنك مهما أوتيت من حكمة فلن تستطيع أن تستنبط من القرآن الكريم ما بينته حكمة الرسول صلوات الله عليه وسلامه..ومهما أوتيت من حكمة فحكمتك دون حكمة الأنبياء.
وإنه كتاب عمل لا فكر فقط ..وكتاب طهارة وأسرار مكنونة لا تستشفها إلا الأرواح الصافية:"إنه لقرآن كريم " ومن غزارة كرمه أنه فياض بالعلم والعمل فكل آية إن تأملتها بعمق لمست بل وذقت من معانيها ما لاتستطيع التعبير عنه أحيانا..ومن كرمه أنه الكتاب الوحيد الذي ولد ملايين الكتب القيمة فكرا وعملا "رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة"..إنه الصحف المطهرة أي التي لا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من خلفها، صحف فاصلة بين الحق والهزل:"إنه لقول فصل وما هو بالهزل"..إنه لكتاب كريم يغيرك كلك إن التصقت به: يغير فكرك من الغموض للوضوح ومن الظلام للنور ومن الجهل للوعي وبحور العلوم، ويغير قلبك من القساوة إلى اللين ومن الجفاء إلى الحلم ومن الكدر إلى الصفاء ومن اللوم والقلق والحزن إلى الطمأنينة..ويغير روحك من الكثافة للطف والشفافية ومن الخبث إلى الطيبوبة ..بل ويغير حتى جسمك من الضعف للقوة ..فيغيرك بالتالي كلك قلبا وقالبا معنى ومادة إذ يغيركل حياتك من حياة عابثة :"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون" إلى حياة موجهة نحو الرجوع لمأواك الخالد وحياتك الحقة السرمدية ..إنه كتاب يهدي للسعادات الدنيا والخالدة : روح ونور وهدى:"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" تنافس للحياة والنور والهدى:
« وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا » إنه الروح ولا حياة دون روح ..وإنه النور ولا بصيرة دون نور ..وإنه الهدى الذي لا فلاح دونه..وإنه الكتاب الفياض بالعلوم.. والإيمان الفياض بالمعارف..ورغم هذا فإن أحاسيسنا لازالت بليدة اتجاهه ، ولا نلمس عظمته إلا من هـنيهات خشوع لا تكاد تأتي إلا قليلا :
إنه كلام الله كما أجمع على ذلك كل العلماء ويومن كل المسلمين :"كلام الله وما أدراك ما كلام الله؟" إنه الله ..وإنه كلامه..لكن :"وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه" قبضته الأرض كلها والسماوات مطويات بيمينه سبحانه..فهذا من القرآن كلامه..لكن لاخشوع:"لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" الجبل الجماد الهامد يخشع ويتصدع لهذا الكلام ونحن عن كل معانيه غافلين ..وكأننا لسنا مصدقين حقا بأنه كتاب الله :كتاب نزل من فوق العرش العظيم ..كتاب نزل لأرضنا من السماوات ، ولعظم قدره سمى الله الليلة التي نزل فيها أول مرة للسماء الدنيا بليلة القدر أي ليلة القيمة العظمى :"إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر"
لكنه نبأ عظيم نحن عنه غافلون :

وذلك لأنا لم نتعرف عليه حق المعرفة ، ومهما أوتي المرء من بلاغة فلا يمكنه وصف عظمة هذا القرآن:نظما وأسلوبا وفكرا وعلوما وبيانا وبلاغة وفقها وفنا وعرفانا وجمالا وجلالاوإعجازا ..و..
بل وإنه كله إعجاز :وفي كل صفاته تميز بليغ أن هذا كتاب الخالق الذي لن يستطيعه مخلوق:"لو اجتمعت الإنس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لاياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
 إنه التحدي العظيم الذي لا يستطيعه إلا رب هذا القرآن العظيم ..
ومهما سلس التعبير فلن يفي معبرا بهوية هذا القرآن الظاهرة لنا كأناس، أما حقائقه الباطنة فلا يسعها سوى علمه سبحانه..وإن كان من معبر عن القرآن الكريم بعد آياته أحد من الخلق فهو سيد ولد آدم رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه الذي قال عن هذا الكتاب الحكيم:

"كتاب الله فيه نبأ ماقبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قسمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين ونوره المبين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لاتزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء ولا تشبع منه العلماء ولا تمله الأتقياء ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا:"إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد"فمن قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعى إليه هدي إلى صراط مستقيم،وهو عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه"
إنه كتاب الله:
كتاب تاريخ حتى للعصور الغابرة:" فيه نبأ ما قبلكم"
وكتاب مستقبليات بمعنى الكلمة:" وخبر ما بعدكم"
ودستور كامل للحكم :" وحكم ما بينكم"
وكتاب الحقائق البينة:" وهو الفصل ليس بالهزل"
الظالم والمتجبر من هجره:"من تركه من جبار قسمه الله"
وكتاب هدى:" ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله"
كتاب وصل بين الخلق بالخالق:"هو حبل الله المتين"
وكتاب نور وبصائر وبينات:" ونوره المبين "
وكتاب ذكر وحكمة:"وهو الذكر الحكيم "
وكتاب استقامة :"وهو الصراط المستقيم"
وكتاب فاصل:" وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء"
وكتاب علوم :" لا تشبع منه العلماء"
وكتاب أنس وتقوى :"ولا تمله الأتقياء"
وكتاب غزير عجيب فياض:"ولا تنقضي عجائبه"
وهو كتاب حتى للجن:"وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته"
وهو كتاب العجائب :"فقالواإنا سمعنا قرآنا عجبا "
وكتاب هداية ورشد:" يهدي إلى الرشد"
وكتاب الإيمان :"فآمنا به"
وكتاب ربوبية وتوحيد:" ولن نشرك بربنا أحدا"
كتاب صدق وتصديق وصديقية :" من قال به صدق"
وكتاب حكم وعدل:" ومن حكم به عدل"
وكتاب عمل وأجر :"ومن عمل به أجر "
وكتاب دعوة واستقامة وتثبت :" ومن دعى إليه هدي إلى صراط مستقيم "
وهو كتاب عصمة وتمسك واتباع ونجاة :" وهوعصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه"
فهكذا وصف الرسول صلاة الله عليه وسلم قرآننا الكريم ..بل ومن أو صافه بالقرآن أيضا:
أنه الكتاب والتنزيل العربي:" إنا أنزلناه قرآنا عربيا "
كتاب الوعيد والتقوى والذكر والذكرى:"وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا"
كتاب الحق الذي لاشك فيه والتقوى :" ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين "
الكتاب المنزل للعز والعلم والمغفرة وقبول التوبة :" حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول"
الكتاب العربي المفصل تبشيرا وإنذارا :" كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا"
كتاب الفرقان المنزل في خير الشهور وكتاب الهدى والبينات :" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "
كتاب طب وشفاء ورحمة:" وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للناس"
وهو كتاب بلاغ وعلم توحيد:" هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد"
وهو بلاغ وعبادة :" إن هذا لبلاغا لقوم عابدين"
وهو كتاب بصائر وشهود:" قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها"
إنه كتاب هدى ورحمة وبصيرة ويقين:" هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون"
وكتاب عبر واعتبار وبصيرة :" إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار"
وكتاب مواعظ بينة وجزر وجزاء بالحسنى لمن اتبعه:" فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف"
إنه كتاب وتنزيل بركة وتدبر وتذكر لأولي الألباب:"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
وهناك آلاف الآيات التي يمكننا أن نتخذها تعريفا للقرآن الكريم من القرآن ، بل تكاد كل آية تلتصق بهويه هذا الذكر الحكيم إن فلسفناها..وكم أتمنى أن يوفق أحد المسلمين في جمع كل تعاريف القرآن الكريم إنطلاقا من آياته البينات وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم..فهو بحث إن شاء الله سيكون أنفع في موضوعناهذا ـ هوية القرآن ـ وأبين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق