الثلاثاء، 9 أبريل 2013

إعدادية المستقبل الإسلامي : المقررات

بسم الله الرحمان الرحيم:
القسم الإعدادي الأول 
القسم الإعدادي الثاني
القسم الإعدادي الثالث
القسم الإعدادي الرابع

واللهم صل على محمد كما صليت وتصلي وستصلي عليه
 وعلى آله والصحب

القسم الإعدادي الأول : المدخل لتعريف القرآن الكريم:

باسم الله الرحمان الرحيم :

هناك من المسلمين من يلمس القرآن فلا ينيبه أدنى شعور بعظمته وقيمته ،وكأنه لمس كتابا عاديا ،وذلك لجهله الكبير بهذا الكتاب المكنون"إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون" أي لايلمس معاني آياته وكنهه إلا من تطهر ماديا ومعنويا شبحا وروحا ..وهذا ليس لكتاب إلا القرآن فهو كتاب لايمكن أن تفهمه إلا بتطبيقه :وقد تتراءى لك بعض معانيه اللغوية والبيانية لكنك لن تصل إلى كنهه المكنون إلا بالطهارة الظاهرة والباطنة :هاته الطهارة التي لن تتأتى لك إلا إذا عملت به وبسنة نبيه صلوات الله عليه. لأنه لا كمال لعملك بالكتاب دون استعانة بالأحاديث النبوية الشريفة لأنك مهما أوتيت من حكمة فلن تستطيع أن تستنبط من القرآن الكريم ما بينته حكمة الرسول صلوات الله عليه وسلامه..ومهما أوتيت من حكمة فحكمتك دون حكمة الأنبياء.
وإنه كتاب عمل لا فكر فقط ..وكتاب طهارة وأسرار مكنونة لا تستشفها إلا الأرواح الصافية:"إنه لقرآن كريم " ومن غزارة كرمه أنه فياض بالعلم والعمل فكل آية إن تأملتها بعمق لمست بل وذقت من معانيها ما لاتستطيع التعبير عنه أحيانا..ومن كرمه أنه الكتاب الوحيد الذي ولد ملايين الكتب القيمة فكرا وعملا "رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة"..إنه الصحف المطهرة أي التي لا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من خلفها، صحف فاصلة بين الحق والهزل:"إنه لقول فصل وما هو بالهزل"..إنه لكتاب كريم يغيرك كلك إن التصقت به: يغير فكرك من الغموض للوضوح ومن الظلام للنور ومن الجهل للوعي وبحور العلوم، ويغير قلبك من القساوة إلى اللين ومن الجفاء إلى الحلم ومن الكدر إلى الصفاء ومن اللوم والقلق والحزن إلى الطمأنينة..ويغير روحك من الكثافة للطف والشفافية ومن الخبث إلى الطيبوبة ..بل ويغير حتى جسمك من الضعف للقوة ..فيغيرك بالتالي كلك قلبا وقالبا معنى ومادة إذ يغيركل حياتك من حياة عابثة :"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون" إلى حياة موجهة نحو الرجوع لمأواك الخالد وحياتك الحقة السرمدية ..إنه كتاب يهدي للسعادات الدنيا والخالدة : روح ونور وهدى:"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" تنافس للحياة والنور والهدى:
« وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا » إنه الروح ولا حياة دون روح ..وإنه النور ولا بصيرة دون نور ..وإنه الهدى الذي لا فلاح دونه..وإنه الكتاب الفياض بالعلوم.. والإيمان الفياض بالمعارف..ورغم هذا فإن أحاسيسنا لازالت بليدة اتجاهه ، ولا نلمس عظمته إلا من هـنيهات خشوع لا تكاد تأتي إلا قليلا :
إنه كلام الله كما أجمع على ذلك كل العلماء ويومن كل المسلمين :"كلام الله وما أدراك ما كلام الله؟" إنه الله ..وإنه كلامه..لكن :"وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه" قبضته الأرض كلها والسماوات مطويات بيمينه سبحانه..فهذا من القرآن كلامه..لكن لاخشوع:"لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" الجبل الجماد الهامد يخشع ويتصدع لهذا الكلام ونحن عن كل معانيه غافلين ..وكأننا لسنا مصدقين حقا بأنه كتاب الله :كتاب نزل من فوق العرش العظيم ..كتاب نزل لأرضنا من السماوات ، ولعظم قدره سمى الله الليلة التي نزل فيها أول مرة للسماء الدنيا بليلة القدر أي ليلة القيمة العظمى :"إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر"
لكنه نبأ عظيم نحن عنه غافلون :

وذلك لأنا لم نتعرف عليه حق المعرفة ، ومهما أوتي المرء من بلاغة فلا يمكنه وصف عظمة هذا القرآن:نظما وأسلوبا وفكرا وعلوما وبيانا وبلاغة وفقها وفنا وعرفانا وجمالا وجلالاوإعجازا ..و..
بل وإنه كله إعجاز :وفي كل صفاته تميز بليغ أن هذا كتاب الخالق الذي لن يستطيعه مخلوق:"لو اجتمعت الإنس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لاياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
 إنه التحدي العظيم الذي لا يستطيعه إلا رب هذا القرآن العظيم ..
ومهما سلس التعبير فلن يفي معبرا بهوية هذا القرآن الظاهرة لنا كأناس، أما حقائقه الباطنة فلا يسعها سوى علمه سبحانه..وإن كان من معبر عن القرآن الكريم بعد آياته أحد من الخلق فهو سيد ولد آدم رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه الذي قال عن هذا الكتاب الحكيم:

"كتاب الله فيه نبأ ماقبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قسمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين ونوره المبين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لاتزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء ولا تشبع منه العلماء ولا تمله الأتقياء ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا:"إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد"فمن قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعى إليه هدي إلى صراط مستقيم،وهو عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه"
إنه كتاب الله:
كتاب تاريخ حتى للعصور الغابرة:" فيه نبأ ما قبلكم"
وكتاب مستقبليات بمعنى الكلمة:" وخبر ما بعدكم"
ودستور كامل للحكم :" وحكم ما بينكم"
وكتاب الحقائق البينة:" وهو الفصل ليس بالهزل"
الظالم والمتجبر من هجره:"من تركه من جبار قسمه الله"
وكتاب هدى:" ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله"
كتاب وصل بين الخلق بالخالق:"هو حبل الله المتين"
وكتاب نور وبصائر وبينات:" ونوره المبين "
وكتاب ذكر وحكمة:"وهو الذكر الحكيم "
وكتاب استقامة :"وهو الصراط المستقيم"
وكتاب فاصل:" وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء"
وكتاب علوم :" لا تشبع منه العلماء"
وكتاب أنس وتقوى :"ولا تمله الأتقياء"
وكتاب غزير عجيب فياض:"ولا تنقضي عجائبه"
وهو كتاب حتى للجن:"وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته"
وهو كتاب العجائب :"فقالواإنا سمعنا قرآنا عجبا "
وكتاب هداية ورشد:" يهدي إلى الرشد"
وكتاب الإيمان :"فآمنا به"
وكتاب ربوبية وتوحيد:" ولن نشرك بربنا أحدا"
كتاب صدق وتصديق وصديقية :" من قال به صدق"
وكتاب حكم وعدل:" ومن حكم به عدل"
وكتاب عمل وأجر :"ومن عمل به أجر "
وكتاب دعوة واستقامة وتثبت :" ومن دعى إليه هدي إلى صراط مستقيم "
وهو كتاب عصمة وتمسك واتباع ونجاة :" وهوعصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه"
فهكذا وصف الرسول صلاة الله عليه وسلم قرآننا الكريم ..بل ومن أو صافه بالقرآن أيضا:
أنه الكتاب والتنزيل العربي:" إنا أنزلناه قرآنا عربيا "
كتاب الوعيد والتقوى والذكر والذكرى:"وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا"
كتاب الحق الذي لاشك فيه والتقوى :" ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين "
الكتاب المنزل للعز والعلم والمغفرة وقبول التوبة :" حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول"
الكتاب العربي المفصل تبشيرا وإنذارا :" كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا"
كتاب الفرقان المنزل في خير الشهور وكتاب الهدى والبينات :" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "
كتاب طب وشفاء ورحمة:" وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للناس"
وهو كتاب بلاغ وعلم توحيد:" هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد"
وهو بلاغ وعبادة :" إن هذا لبلاغا لقوم عابدين"
وهو كتاب بصائر وشهود:" قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها"
إنه كتاب هدى ورحمة وبصيرة ويقين:" هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون"
وكتاب عبر واعتبار وبصيرة :" إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار"
وكتاب مواعظ بينة وجزر وجزاء بالحسنى لمن اتبعه:" فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف"
إنه كتاب وتنزيل بركة وتدبر وتذكر لأولي الألباب:"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
وهناك آلاف الآيات التي يمكننا أن نتخذها تعريفا للقرآن الكريم من القرآن ، بل تكاد كل آية تلتصق بهويه هذا الذكر الحكيم إن فلسفناها..وكم أتمنى أن يوفق أحد المسلمين في جمع كل تعاريف القرآن الكريم إنطلاقا من آياته البينات وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم..فهو بحث إن شاء الله سيكون أنفع في موضوعناهذا ـ هوية القرآن ـ وأبين .

الاثنين، 8 أبريل 2013

القسم الإعدادي الأول

القسم الإعدادي الثاني:

القسم الإعدادي الثالث:

القسم الإعدادي الرابع:

القسم الإعدادي الرابع : أنواع الحضارة الإسلامية


أنواع الحضارة الإسلامية

أنواع الحضارة الإسلامية
مفهوم الحضارة:
الحضارة هي الجهد الذي يُقدَّم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته، أو هي التقدم في المدنية والثقافة معًا، فالثقافة هي التقدم في الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع والأخلاق وغيرها، وبالتالى يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيرًا سليمًا، أما المدنية فهي التقدم والرقى في العلوم التي تقوم على التجربة والملاحظة مثل الطب والهندسة والزراعة، وغيرها.. وقد سميت بالمدنيَّة؛ لأنها ترتبط بالمدينة، وتحقق استقرار الناس فيها عن طريق امتلاك وسائل هذا الاستقرار، فالمدنية تهدف إلى سيطرة الإنسان على الكون من حوله، وإخضاع ظروف البيئة للإنسان.
ولابد للإنسان من الثقافة والمدنية معًا؛ لكي يستقيم فكر الأفراد وسلوكياتهم، وتتحسن حياتهم، لذلك فإن الدولة التي تهتم بالتقدم المادي على حساب التقدم في مجال القيم والأخلاق، دولة مدنيَّة، وليست متحضرة؛ ومن هنا فإن تقدم الدول الغربية في العصر الحديث يعد مدنية وليس حضارة؛ لأن الغرب اهتم بالتقدم المادي على حساب القيم والمبادئ والأخلاق، أما الإسلام الذي كرَّم الإنسان وأعلى من شأنه، فقد جاء بحضارة سامية، تسهم في تيسير حياة الإنسان.
مفهوم الحضارة الإسلامية:
الحضارة الإسلامية هي ما قدمه الإسلام للمجتمع البشرى من قيم ومبادئ، وقواعد ترفع من شأنه، وتمكنه من التقدم في الجانب المادي وتيسِّر الحياة للإنسان.
أهمية الحضارة الإسلامية:
الفرد هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وإذا صلح صلح المجتمع كله، وأصبح قادرًا على أن يحمل مشعل الحضارة، ويبلغها للعالمين، ومن أجل ذلك جاء الإسلام بتعاليم ومبادئ تُصْلِح هذا الفرد، وتجعل حياته هادئة مستقرة، وأعطاه من المبادئ ما يصلح كيانه وروحه وعقله وجسده.
وبعد إصلاح الفرد يتوجه الإسلام بالخطاب إلى المجتمع الذي يتكون من الأفراد، ويحثهم على الترابط والتعاون والبر والتقوى، وعلى كل خير؛ لتعمير هذه الأرض، واستخراج ما بها من خيرات، وتسخيرها لخدمة الإنسان وسعادته، وقد كان آباؤنا على قدر المسئولية، فحملوا هذه الحضارة، وانطلقوا بها يعلِّمون العالم كله ويوجهونه.
أنواع الحضارة الإسلامية:
وللحضارة الإسلامية، ثلاثة أنواع:
1- حضارة التاريخ (حضارة الدول):
وهي الحضارة التي قدمتها دولة من الدول الإسلامية لرفع شأن الإنسان وخدمته، وعند الحديث عن حضارة الدول ينبغى أن نتحدث عن تاريخ الدولة التي قدمت هذه الحضارة، وعن ميادين حضارتها، مثل: الزراعة، والصناعة، والتعليم، وعلاقة هذه الدولة الإسلامية بغيرها من الدول، وما قدمته من إنجازات في هذا الميدان.
2-الحضارة الإسلامية الأصيلة:
وهي الحضارة التي جاء بها الإسلام لخدمة البشرية كلها، وتشمل ما جاء به الإسلام من تعاليم في مجال: العقيدة، والسياسة، والاقتصاد، والقضاء، والتربية، وغير ذلك من أمور الحياة التي تسعد الإنسان وتيسر أموره.
3- الحضارة المقتبسة:
وتسمى حضارة البعث والإحياء، وهذه الحضارة كانت خدمة من المسلمين للبشرية كلها، فقد كانت هناك حضارات وعلوم ماتت، فأحياها المسلمون وطوروها، وصبغوها بالجانب الأخلاقي الذي استمدوه من الإسلام، وقد جعل هذا الأمر كُتاب العالم الغربى يقولون: إن الحضارة الإسلامية مقتبسة من الحضارات القديمة، وهما حضارتا اليونان والرومان، وأن العقلية العربية قدْ بدَّلت الصورة الظاهرة لكل هذه الحضارات وركبتها في أسلوب جديد، مما جعلها تظهر بصورة مستقلة.
وهذه فكرة خاطئة لا أساس لها من الصحة، فالحضارة الإسلامية في ذاتها وجوهرها إسلامية خالصة، وهي تختلف عن غيرها من الحضارات اختلافًا كبيرًا، إنها حضارة قائمة بذاتها، لأنها تنبعث من العقيدة الإسلامية، وتستهدف تحقيق الغاية الإسلامية، ألا وهي إعمار الكون بشريعة الله لنيل رضاه، لا مجرد تحقيق التقدم المادي، ولو كان ذلك على حساب الإنسان والدين كما هو الحال في حضارات أخرى، مع الحرص على التقدم المادي؛ لما فيه من مصلحة الأفراد والمجتمع الإنساني كله.
أما ما استفادته من الحضارات الأخرى فقد كان ميزة تحسب لها لا عليها، إذ تعنى تفتح العقل المسلم واستعداده لتقبُّل ما لدى الآخرين، ولكن وضعه فيما يتناسب والنظام الإسلامي الخاص بشكل متكامل، ولا ينقص من الحضارة الإسلامية استفادتها من الحضارات السابقة، فالتقدم والتطور يبدأ بآخر ما وصل إليه الآخرون، ثم تضيف الحضارة الجديدة لتكمل ما بدأته الحضارات الأخرى.

القسم الإعدادي الرابع : فقه الأحوال والمقامات

القسم الإعدادي الرابع : علم التوحيد 1:من الفصل 1 حتى الفصل 4



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقدمة:

وبعد: فهذا الكتاب الأول من سلسلة التوحيد ، قد راعيت فيه أن يكون متمشياً مع أحوال زماننا ، وحرصت على ضرب الأمثلة ، حتى يتحقق الهدف المنشود الذي طالما حثنا القرآن عليه، في هذا الزمان ، ذلك هو هدف ربط الحقائق الدينية بأدلتها المبثوثة في الكون كما قال تعالى :﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ صدق الله العظيم ، أو كما قال سبحانه : ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ صدق الله العظيم .

لذلك فقد يجد القارئ بعض حقائق علمية لم يكن قد عرفها من قبل في ميدان العلوم الكونية ، فلا يمنعه ذلك من معرفتها من المراجع الخاصة بها ، أو بواسطة التعاون مع أساتذة هذه العلوم . ومن المفيد جداً للنجاح في دراسة هذا العلم: ضرب الأمثلة، واستخدام وسائل الإيضاح المختلفة، كما أن بساطة التعبير، ووضوح الفكرة ، وسهولة البرهان ، أمور هامة جداً لتثبيت العقيدة في قلوب الناس، كما أن الانتفاع بما جاء في موضوع الدرس من الآيات القرآنية أمر نافع جداً ، فليس هنا ما يثبت المعنى العقلي كآيات القرآن ، ويستثير أحاسيس الوجدان .
أما أنت أيها المسلم ، فاعلم أن علم التوحيد هذا هو أصل دينك فإذا جهلت به فقد دخلت في نطاق العمي ، الذين يدينون بدين لا دليل لهم عليه ، وإذا فقهت هذا العلم كنت من أهل الدين الثابت الذين انتفعوا بعقولهم .
قال تعالى : ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ صدق الله العظيم .
فإذا انتفعت بهذا العلم ، وبغيره من العلوم النافعة فإن عليك أن تعلم أهلك وأصحابك ، فتكون من الدعاة إلى الله الذين قال الله فيهم : ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ﴾ صدق الله العظيم.
وبهذا أيها المسلمون تكونون مصابيح مضيئة بين أهليكم وأمتكم ينتفع الناس بكم .
اسأل الله أن يجعل العمل خالصاً لوجهه ، وأن يجعله طريقاً موصلاً إلى رضوانه.
الفصل الأول
علم التوحيد
تعريفه :
س : ما هو علم التوحيد؟
ج : هو علم يبحث في إثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية العقلية والنقلية التي تزيل كل شك ، وهو العلم الذي يكشف باطل الكافرين ، وشبهاتهم ، وأكاذيبهم، وبه تستقر النفوس ، وتطمئن القلوب بالإيمان ، وسمي بعلم التوحيد لأن أهم بحوثه هو: توحيد الله . قال تعالى :﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾[الرعد:19] .
مجالات بحث علم التوحيد:
س : ما هي المجالات التي يبحث فيها علم التوحيد؟
ج : يبحث علم التوحيد في عدة مجالات هي :
1- في مجال الإيمان بالله وتوحيده ، وإخلاص العبادة له دون شريك
2- في مجال الإيمان برسل الله ، حملة الهدي الإلهي ، ومعرفة ما يجب لهم كالصدقة والأمانة ، وما لا يجوز في حقهم كالكذب والخيانة ، ومعرفة معجزاتهم وبينات رسالتهم ، وخاصة معجزات وبينات وأدلة رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
3- في مجال الإيمان بالكتب الإلهية التي أنزلها الله هداية لعباده عبر التاريخ البشري الطويل .
4- في مجال الإيمان بالملائكة وما يقومون به من أعمال ، وصلتهم بنا في الدنيا والآخرة .
5- في مجال الإيمان باليوم الآخر وما أعد الله فيه من جزاء المؤمنين والكافرين: من نعيم في الجنة وعذاب في النار.
6- في مجال الإيمان بقدر الله الحكيم ، الذي يسير عليه كل ما في الكون: قال تعالى :﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾[البقرة:285] .
ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان فقال : (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره).
مكانته بين سائر العلوم :
س: وما هي مكانة علم التوحيد بين سائر العلوم؟
ج: شرف كل علم يقدر بشرف موضوعه ، ومجال بحثه ، فإذا كان الطب أشرف من النجارة : فإن ذلك لأن ميدان بحث النجارة : الأخشاب وميدان بحث الطب: الأجسام البشرية. أما شرف علم التوحيد فيستمد من شرف مجالات بحثه ، وهل هناك ما هو أعظم من خالق الكون؟ وهل هناك من هو أطهر من رسل الله من بني البشر؟ وهل هناك ما هو أهم من معرفة الإنسان بربه وخالقه ؟ والحكمة من وجوده في هذه الدنيا، ولماذا خلقه الله عليها؟ وما هو المصير الذي ينتظره بعد موته؟ هذه هي مجالات علم التوحيد وموضوعاته.
وعلم التوحيد هو أصل علوم الإسلام وأفضلها وأهمها على الإطلاق.
فرضيته:
س: وهل تعلمه فرض عين أم فرض كافية؟
ج : علم التوحيد فرض عين على كل مسلم ومسلمة ، بحيث يتوفر الامتناع القبلي لدى المسلم أنه على الدين الحق، وأما ما زاد على ذلك فهو فرض كفاية ، إذا قام به القليل من المسلمين سقط عن الباقي .
قال تعالى :﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾[محمد:19] .
القرآن كتاب التوحيد الأكبر:
س: وهل اهتم القرآن بهذا العلم؟
ج : إن الموضوع الأساسي في القرآن هو موضوع علم التوحيد فأنت لا تجد صفحة في كتاب الله تخلو من الدعوة إلى الإيمان بالله أو برسوله، أو باليوم الآخر، أو بالملائكة ، أو بالكتب الإلهية السابقة ، أو بالقدر الذي سنه الله لسير هذا الكون. وإن القرآن المكي الذي نزل بمكة قبل الهجرة لمدة ثلاثة عشر عاماً يكاد يكون كله حول التوحيد وما يتصل به .
اهتمام المسلمين به :
س: وهل اعتنى به المسلمون؟
ج : إن عناية المسلمين بهذا العلم مستمدة من عناية القرآن به ، فقد كان همهم الأكبر هو : الدعوة إلى دين الله بالحكمة ، والموعظة الحسنة، أي بما يقدمه علم التوحيد من أدلة وبراهين لتثبيت العقيدة ودعوة الناس للإيمان بها واستمرت عناية المسلمين به مدة طويلة .
إهمال المسلمين لهذا العلم:
س : ما الذي أصاب المسلمين عندما أهملوا التوحيد؟
ج : لما أهمل المسلمون بناء العقيدة الصحيحة بواسطة علم التوحيد الذي يقوم على العلم واليقين ، بدأ الخلل يتسرب إلى عقائد الكثيرين منهم ، تسرب إلى أعمالهم ، وأخذ الفساد في الاتساع حتى سهل على أعدائهم القضاء عليهم واستعمار بلادهم واستذلالهم في أرضهم وديارهم .
الخلاصة
· يقدم علم التوحيد الأدلة العقلية والنقلية على صحة وصدق العقائد الإسلامية.
· يبحث علم التوحيد في مجالات عدة هي : الإيمان بالله ، وكتبه ، ورسله ، وملائكته ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره .
· أشرف العلوم الدينية والدنيوية هو علم التوحيد ، لأنه يتعلق بالله رب العالمين ، ويستمد أهميته من عظمة الخالق سبحانه .
· وتعلم القدر الضروري منه فرض عين على كل مسلم ومسلمة لتثبيت الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
· ولقد اهتم القرآن بموضوعات هذا العلم وكاد القرآن المكي أن يقتصر عليها وما يتصل بها .
· ولقد اهتم المسلمون الأولون به فعزوا وسادوا ، وعندما أهملوه اختلت عقائدهم وسرى الخلل إلى سلوكهم وأعمالهم فاستعمر الكفار أرضهم وبلادهم.
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني
أهمية علم التوحيد في الدين
الإيمان أساس العمل :
س: لماذا لا يقبل الله العمل إلا من المؤمن؟
ج : إن الذين لا يؤمنون بالله ولا يرجون ثوابه ولا يخافون عقابه يعملون أعمالهم وهم لا يريدون بها وجه الله ، ولا يبتغون بها رضاه ولا يهمهم هل عملوا حلالاً أم حراماً فهم بهذا لا يستحقون الثواب على العمل وإن كان صالحاً ، لأنهم كفار لم يقصدوا به أن ينالوا ثواب ربهم ، ولا ابتغوا به رضا خالقهم ، والكافر معاقب على كفره وضلاله ؛ لأنه لم يبحث عن دين الله ولم يحاول الاستماع إلى البيان الإلهي الذي جاء به المرسلون ، زيادة على ذلك فهو إذا سمع آيات الله تتلى عليه، اتخذها هزواً لذلك فعمله مردود وهو معاقب على كفره .قال تعالى :﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[الفرقان : 23] .﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾[إبراهيم 18].﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[النور: 39]
مثال :
دخل رجل إلى بستان كبير لا يملكه ، فوجد فيه الفواكه ، وأنواع المأكولات ، فأكل وشرب ، ثم أخذ يقوم بأعمال داخل البستان: هذه الشجرة يقلعها ، وتلك يغرسها ، ودخل البستان رجل آخر قال لنفسه : لن أفعل شيئاً بهذا البستان حتى أتصل بصاحب البستان أو من يمثله أو ينوب عنه ، وأخذ يبحث عنه فإذا بمندوب صاحب البستان يصل إليهما ، فاستنكر المندوب أعمال الشخص الأول ، ولكنه لم يهتم بالكلام ، وأخذ يتصرف بالبستان بدون إذن من مالكه ، أما الشخص الثاني فقد سمع التوجيهات من مندوب صاحب البستان ، وأخذ يعمل طبقاً لها ، فأيهما يستحق المكافأة؟ وهل يستحق ذلك الذي اقتحم البستان وسخر من توجيهات صاحب البستان التي حملها مندوبه؟ هل يستحق مكافأة ولو عمل عملاً صالحاً في البستان؟
لا شك أن كل عاقل يقول بأن الجزاء[1] للذي اتبع إرشادات صاحب البستان ، وأن الذي اقتحم البستان وأخذ يعمل به كما يشاء بدون رضا صاحبه ومالكه ـ رغم وصول من ينذره ـ لا شك أنه لا يستحق الجزاء ، ولو أحسن في بعض أعماله.
وكذلك هذه الأرض وما فيها ، ملك الله ، ورسل الله هم المنسوبون ، والمؤمن هو الذي عمل طبقاً لهدى ربه ، والكافر هو الذي يتصرف في ملك ربه ، بدون إذن أو هداية ، وهو في نفس الوقت قد أعرض عن رسل ربه .
باب الإسلام : أداء الشهادتين:
س : لماذا جعل الإسلام أداء الشهادتين أول أركانه؟
ج : إن تأدية الشهادة معناه : أنك مقتنع ومصدق بأن لهذا الكون إلهاً خلقه ، وأوجده ، ونظمه ، وأحكمه ، وأنه إله واحد لا شريك له ، وأنك أحد مخلوقاته . ومعنى الشهادة الثانية: أنك تؤمن وتصدق وتوقن بأن محمداً رسول الله ، أرسله بالهدى وبالبيان للحلال الذي يرضي الخالق ، وللحرام الذي يغضبه ، وبأنك باتباع محمد صلى الله عليه وآله وسلم تتحقق طاعتك لله . ومن المعلوم أنك إذا لم تكن عارفاً بالتوحيد فإن شهادتك تكون شهادة باطلة وناقصة .
إذن
لا بد لك من تعلم علم التوحيد لتكون شهادتك صحيحة ، وإسلامك صحيحاً وعملك مقبولاً قال تعالى :
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾[محمد :19] .
﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[آل عمران : 18] .
لذلك فعلم التوحيد أصل العلوم الدينية وأفضلها .
الخلاصة
· لا يقبل الله أعمال الكافرين ، ولا يتقبل الله إلا من المؤمنين .
· لأن الكافر يعمل غير قاصد به رضاء مالكه وخالقه وسيده ولا يهمه أيرضى الله عنه أم يغضب ، فاستحق العقاب وحرم الثواب .
· باب الإسلام أداء الشهادتين ، ولا تؤدى الشهادتان كاملتين إلا إذا تعلم المرء علم التوحيد : لذلك كان علم التوحيد أهم العلوم في نظر الدين الإسلام.
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث :
أهمية علم التوحيد في الحياة الدنيا
أضرار الجهل بعلم التوحيد :
س : ما هو الجهل بعم التوحيد في حياة الناس؟
ج : أولاً : يعيش الذي لا يعرف خالقه كالأعمى في هذه الحياة الدنيا ، فهو لا يدري لماذا خلق؟ ولا يدري ما الحكمة في وجوده على الأرض!! تنتهي حياته وهو لا يعرف لماذا بدأت! ويخرج من الدنيا وهو لا يدري لماذا دخل إليها؟
قال تعالى :﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾[محمد: 12] .
ثانياً : من لا يؤمن باليوم الآخر يغتر بالحياة الدنيا ، ويجعل كل همه أن يحقق مصالحه في هذه الدنيا قبل أن يموت ، فهو يتكالب على أطماع الدنيا ، يأخذها من حلال أو حرام ، لا يهمه أن يلحق ضرراً بغيره ، وكل ما يهمه هي مصلحته الشخصية ، وبهذه الروح الأنانية ، يتفكك المجتمع ، وتفسد المعاملة بين أبنائه ، ويكون بعضهم حرباً على بعض ، بعكس المجتمع المؤمن المتماسك .
ثالثاً : إذا فشا الجهل يعلم التوحيد فسدت العقائد ، وفسدت الأعمال ، وكثرت المعاصي والذنوب فينزل الله عقابه بالمسلمين الذين أهملوا دينهم وضيعوه .قال تعالى:﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الروم :41] .
أثر علم التوحيد في الحياة:
س: وما هو أثر علم التوحيد في الحياة؟
ج : أولاً : إن الموحد المؤمن بربه ورسله ، قد علم لماذا خلقه ربه فسار في هذه الدنيا على صراط مستقيم ، يعرف البداية والنهاية ، بعيداً عن حياة العمى والضلال .
قال تعالى :﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[الملك:22] .
ثانياً : التوحيد يجعل قلوب الناس جميعاً موحدة حول رب واحد وكتاب واحد ورسول واحد وقبلة واحدة، والإيمان يجعل الناس متحابين متآخين كما وصفهم الله بقوله : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾[الحجرات: 10]
وكما وصفهم عليه الصلاة والسلام بقوله : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) والمجتمع المؤمن، مجتمع متعاون على البر والتقوى ، يتناهى أفراده عن الإثم والعدوان كل منهم يعمل ليفوز برضا ربه ، يخشى أن يظلم أو يسرق ، أو يغش أو يقتل ، أويخدع ، أو يزني ، أو يرشو ، أو يرتشي ، أو يكذب ، أو يحسد ، أو يغتاب ، أو يسيء إلى أحد ؛ لأنه يخشى الله ، ويخاف من الوقوف بين يديه .
وعندما كان المسلمون متمسكين بالتوحيد كانوا كما وصفهم ربهم:﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾[آل عمران: 110]
ثالثاً : إذا انتشر الإيمان بين الناس أثمر أعمالاً صالحة ترضي الله سبحانه فيفتح عليهم أبواب الخير ، وينصرهم على عدوهم .قال تعالى :﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[الأعراف : 96] .﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[محمد:7] .
وهكذا كان المسلمون الأولون ، ضعافاً فقراء فآمنوا وعملوا الصالحات ففتح الله لهم الدنيا ، وأغناهم من فضله ونصرهم على عدوهم نصراً مؤزراً .
الخلاصة
· من لا يعرف التوحيد يعيش في حياته أعمى كالحيوان تنتهي حياته على الأرض وهو لا يدري لماذا بدأت ، ويخرج منها وهو لا يدري لماذا دخل إليها .
· الذي لا يؤمن باليوم والآخر ، لا تهمه إلا أطماع الدنيا يجمعها من حلال أو حرام ، وبهذا تفسد الحياة ويتفكك المجتمع
· إذا ضعف الإيمان زادت الذنوب وأرسل الله عذابه على المذنبين.
· أما المؤمن فيعرف ربه وخالقه ، ويعرف لماذا خلقه الله في الدنيا فيعيش مهتدياً بهدى الله ، سائراً على الصراط المستقيم، والمؤمن لا يظلم، ولا يقتل ، ولا يسرق ولا يأتي الفاحشة ، ولا يرتكب المحرمات وهو مؤمن، فبهذا تصلح حياة الناس ، ويوجد المجتمع المتآخي ، المتماسك.
· الإيمان يثمر العمل الصالح، ويرضي الخالق، فيفتح الله البركات، ويمد المؤمنين الصادقين بالنصر على أعدائهم كما حدث للسلف الصالح في هذه الأمة .
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع :
كيف نعرف الله
معرفة وجود الله:
س: كيف نعرف وجود الله؟
ج : إذا رأيت سيارة تتحرك أمامك من بعيد ، ورأيت طيارة تطير في السماء فستجزم وتتأكد أن سائق السيارة الذي يسوقها بإتقان في الطريق الملتوية موجود، وستتأكد أن الطيار موجود.
س : وكيف تأكدنا من وجود سائق السيارة والطائرة؟
ج : لأنه لو لم يوجد الطيار أو الذي يسوق الطائرة ما كنا سنرى الطائرة تطير بإتقان من بلد إلى بلد .
س : فكيف عرفنا وجود الله؟
ج : إن الله هو الذي يسير الشمس والقمر والنجوم والكواكب وهو الذي يقلب الليل والنهار ، وهو الذي خلق جميع المخلوقات فهو لا شك موجود .
س : وكيف ذلك؟
ج : لو أن الله ـ أستغفره سبحانه ـ غير موجود إن الشمس والقمر والنجوم والكواكب والليل والنهار سوف تذهب وتتوقف في سيرها المنتظم ، وستنعدم جميع المخلوقات .
لأن المخلوقات لا توجد من غير شيء ، وإذا لم يوجد خالقها فلن يكون لها وجود.
قال تعالى:﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ﴾[الطور :35، 36] .
معرفة صفات الله :
س: وكيف نعرف صفات الله؟
ج : نعرف صفات الله بالتفكير في مخلوقاته وبالتعلم من رسله.﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾[الجاثية: 3، 4].
س: وكيف نعرف صفات الله من التفكر في مخلوقاته؟
ج : إذا تفكرت في السيارة ـ مثلاً ـ فسترى :
· أن الحديد الذي في السيارة يشهد لك أن الصانع لديه حديد وأن صانع السيارة قادر على تشكيل الحديد في شكل سيارة كما ترى .
· وان الزجاج الذي في السيارة يشهد لك أن الصانع لديه زجاج وأن لديه القدرة على تشكيل الزجاج في شكل ألواح ، وفي شكل أغطية للمصابيح كما ترى
· وأن لديه أسلاكاً لنقل الكهرباء .
· وأن لديه علماً بصناعة كل أجزاء السيارة .
· وأن لديه خبرة هندسية في صناعة السيارة .
· وأن لديه إرادة في صنع سيارة من المواد التي صنعت منها السيارة .
· وهكذا نستطيع أن نعرف كثيراً من صفات صانع السيارة .
س: وما علاقة هذا المثال بمعرفة صفات الله؟
ج : كما عرفنا صفات صانع السيارة من التفكير في السيارة التي صنعها فكذلك ـ ولله المثل الأعلى ـ نستطيع أن نعرف بعض صفات الله من التفكير في مخلوقاته.
· سنشاهد الحكمة في كل مخلوقات الله تشهد أنها من صنع الحكيم.
· سنشاهد الخبرة في كل مخلوقات الله تشهد أنها من صنع الخبير .
· سنشاهد القوة في كل مخلوقات الله تشهد أنها من صنع القوي .
· سنشاهد الصور البديعة في كل مخلوقات الله تشهد أنها من صنع المصور البديع.
· سنشاهد الهداية في كل ما خلق الله تشهد انه من صنع الهادي .
· سنشاهد الحياة في كثير من مخلوقات الله تشهد أنها من صنع المحيي .
· سنشاهد العلم في كل ما خلق الله يشهد أنه من صنع العليم .
· سنشاهد الحفظ لكل ما خلق الله يشهد أنه من صنع الحافظ .
· سنشاهد تدبير الأرزاق لكثير من مخلوقات الله يشهد أنه من صنع الرزاق.
· سنشاهد النظام الموحد والاستقرار في الكون كله يشهد أنه من صنع الواحد.
وهكذا عرفنا عند تفكيرنا في مخلوقات الله أنه :
الحكيم ، الخبير ، القوي ، المصور البديع ، الهادي ، المحيي ، العليم ، الحافظ ، الرزاق ، الواحد .
س : وهل نستطيع أن نعرف كل صفات الله بالتفكير في مخلوقاته؟
ج :لا نستطيع ذلك .
س : ولماذا ؟
ج : عندما تفكرنا في السيارة عرفنا أن لدى صانعها قدرة ، وعلماً ، وخبرة ، وإرادة ، وأن لديه حديداً ، وزجاجاً وأسلاكاً من مواد السيارة ، ولكنا لا نعرف هل صاحب السيارة كريم أم بخيل ، طويل أم قصير ، يحبنا أم يكرهنا ، ظالم أم عادل؟
فكذلك ـ ولله المثل الأعلى ـ يمكننا أن نعرف كثيراً من صفات الله بالتأمل في مخلوقاته ، ولكن كثيراً من صفاته ستبقى مجهولة لدينا ، فلا يمكننا أن نعرف لماذا خلقنا؟ ولماذا يميتنا ؟ كما لا يمكننا أن نعرف صفاته العليا مثل : أنه المعبود، والقدوس ، والأعلى ، والحسيب ، والمنتقم والغفور إلا بتعلم منه سبحانه .
س : فكيف عرفنا ما جهلنا من صفات ربنا؟
ج : بواسطة الرسل الذين علمونا ما شاء ربنا أن نعرفه عنه.
قال تعالى : ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾[البقرة:255] .
الخلاصة
· إذا رأينا السيارة تتحرك بإتقان وكذلك الطائرة ، شهد ذلك بوجود السائق.
· وإذا رأينا السير المنظم للشمس والقمر والنجوم والكواكب والليل والنهار، وخلق المخلوقات بإحكام وإتقان شهد ذلك بوجود الله .
· لو أن الخالق غير موجود ، لكانت المخلوقات جميعاً معدومة .
· إذا تفكرنا في سيارة ـ مثلاً ـ فسنعرف أن صانعها يملك الحديد والزجاج والأسلاك وسائر المواد التي ركبت منها السيارة ، وأن لديه قدرة على الصناعة وعلماً بها وخبرة هندسية وإرادة .
· وإذا تفكرنا في مخلوقات الله عرفنا أن الحكمة التي فيها من حكيم ، والخبرة من خبير ، والقوة من قوي ، والصور البديعة من مصور بديع، والهداية من هاد ، والحياة من محيي ، والعلم من عليم ، والحفظ من حفيظ، والرزق من رزاق ، والنظام الموحد المستقر من واحد.
· أرسل الله إلينا رسله لتعليمنا ما جلهنا من صفاته وأوامره سبحانه .

عن الويب 

القسم الإعدادي الرابع : فقه السنة:

باسم الله تعالى:

أدرس كتاب فقه السنة للسيد سابق ورقيا أو من خلال محرك البحث : www.google.co.ma

القسم الإعدادي الرابع : حكم تربوية:




151} لاتغترن بعمل فإن الأعمال بخواتمها .

152} اللهم انصرنا بطاعتك ولاتخذلنا بمعصيتك .

153} المريد كل لحظة له أمر ونهي يخصه من حيث قلبه .

154} كن صحيحا تكن فصيحا كن صحيحا في الحكم تكن فصيحا في العلم كن صحيحا في السر تكن فصيحا في العلانية .

155} من استجاب لله عز وجل أجابه.

156} واس الخلق اليوم حتى يواسيك الحق غدا برحمته .

157} إرحم من في الأرض يرحمك من في السماء.

158}المومن يتقوت والمنافق يتمتع :المومن يتقوت لأنه في الطريق إلى المنزل، قد علم أن له في المنزل كل ما يحتاج، أما المنافق فلا منزل له.. لا مقصد له .

159} إعكسوا تصيبو ا.


160} كما تمرض ولاتدري كيف تمرض تموت ولا تدري كيف تموت .

161} للكلمات أخوات .

162} اللهم طيبنا بالتوحيد وبخرنا بالغنى عن الخلق وما سواك بالجملة .

163} لاتسمنوا أنفسكم فإنها تاكلكم .

164} البكاء عبادة وهو مبالغة في الذل.

165} كل من الخلق يريد ك له، والحق عز وجل يريدك لك..


166} الرجل الكامل في رجولته لايعمل لغيرالله .


167} نفوسكم تدعي الألوهية وما عندكم خبر لأنها تتجبر على الحق عز وجل وتريد غير ما يريد ، وتحب الشيطان الرجيم ولا تحبه . إذا جاءت أقضيته لاتوافق ولاتصبر بل تعارض وتنازع ..ما عندها من الاستسلام خير قد قنعت باسم الإسلام .

168} "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد." إنقلب العقل قلبا وانقلب القلب سرا وانقلب السر فناء وإنقلب الفناء وجودا".

169} من قوي إيمانه وتمكن في إيقانه رأى بقلبه جميع ما أخبره الله به عز وجل من أمور القيامة .

170} من صح نظره نظر بعين رأسه الخلق وبعين قلبه إلى فعل الله عز وجل فيهم ..يرى تحريكه وتسكينه لهم.

171} التضرر عند ضعف الإيمان :عند كونه طفلا ،والصبر عند كونه شابا ومراهقا ،والموافقة عند كونه بالغا والرضا عند كونه قريبا .

172} شرط المحبة ألاتكون لك إرادة مع محبوبك ،وأن لاتشتغل عنه بدنيا ولا آخرة ولاخلق .

173} محبة الله عز وجل ليست هينة حتى يدعيها كل واحد .

174} لاتحقروا أحدا من المسلمين فإن أسرار الحق عز وجل مبدورة فيهم .

175} ما أنتم إلا في غفلة كبيرة : كأنكم قد حوسبتم وعبرتم الصراط ، ورأيتم منازلكم في الجنة .

176} الرزق مقسوم لايزيد ولاينقص، ولا يتقدم ولا يتأخر ،أنت شاك في ضمان الحق عز وجل ، حريص على طلب ما لم يقسم لك .

177} كل من اعتمدت عليه فهو إلهك .وكل من خفته ورجوته فهو إلهك ، كل من رأيته في النفع والضر ولم تر أن الحق عز وجل مجري ذلك على يديه فهو إلهك .


178}إحذر أن يرى الحق عز وجل في قلبك غيره فتنتهك ..إحذر أن يرى فيك حب غيره أو رجاء غيره أو خوف غيره... طهروا قلوبكم من غيره : لاتروا الضرر والنفع إلا ممن أنتم في داره وضيافته.

179} المتزهد المبتدئ يهرب من الخلق ، والزاهد الكامل لايبالي بهم: بل يطلبهم ؛ لأنه يصير عارفا بالله عز وجل ، ومن عرف الله عز وجل لايهرب من شيء ولايخاف من شيء.

180} المبتدئ يهرب من الفساق ، والمنتهي يطلبهم :كيف لايطلبهم وعنده دواؤهم؟؟.

181} الدنيا حجاب عن الآخرة ، والآخرة حجاب عن رب الدنيا والآخرة .

182} العارف لله عز وجل المحب له الناظر إليه بعيني قلبه : الذي يرى الإحسان والإساءة منه لايبقى له نظر لمن يحسن أو يسيء إليه من الخلق .. إن ظهر منهم إحسان رآه بتسخير الله عز وجل ، وإن ظهرت منهم إساءة رآها بتسليطه ..

183} عليك بالخلوة عن النفس ثم بالخلوة عن الخلق .ثم بالخلوة عن الدنيا ثم بالخلوة عن الآخرة ثم بالخلوة عما سوى المولى : إذا أردت أن تخلو مع المولى فاخل عن وجودك وتدبيرك وهذيانك .

184} كل مخلوق حجاب عن الخالق عز وجل مهما وقفت معه فهو حجاب لك .

185} لا تلتفت إلى الخلق ولا إلى الدنيا ولا إلى ما سوى الحق عز وجل حتى تأتي إلى باب الحق عز وجل بأقدام سرك وصحة زهدك فيما سواه عريانا عن الكل متحيرا فيه مستعينا به ناظرا إلى سابقته وعلمه فإذا تحقق وصول قلبك وسرك ودخلا عليه قربك وحياك وولاك على القلوب وأمرك عليها وجعلك طبيبا لها فحينئذ إلتفت إلى الخلق والدنيا فيكون التفاتك إليهم نعمة في حقهم وأخذك للدنيا من أيديهم وردك إلى فقرائهم واستيفائك لقسمك منها عبادة وطاعة وسلامة ؛ من أخد الدنيا على هذه الصفة لاتضره بل يسلم منها وتصفو له من كدرها.

186} الولاية لها علامة في وجوه الأولياء يعرفها أهل الفراسة .

187} الإشارات تنطق بالولاية لا اللسان.

188} لا تأكل قسمك من الدنيا وهي قاعدة وأنت قائم بل كلها على باب الملك وأنت قاعد وهي قائمة .

189} الدنيا تخدم من هو واقف في باب الحق عز وجل ؛ تهين من هو واقف ببابها .

190} من لم يكن قلبه مجردا على الخلق والأسباب لايستطيع أن يسلك جادة النبيين والصادقين والصالحين .

191} إذا جاءك الكثير من الحق عز وجل دون اختيارك كنت محفوظا فيه.

192} يا واعظا عظ الناس بصفاء سرك وتقوى قلبك ولا تعظهم بتحسين علانيتك مع قبح سريرتك .

193} ربنا عز وجل على العرش كما قال من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تجسيد.

194} جاهد نفسك حتى تطمئن فإذا اطمأنت عرفت عيوب الدنيا وزهدت فيها ،طمأنينتها أنها تقبل من القلب وتوافق السر وتطيعهما فيما يأمران به وينهيان عنه وتقنع بعطائها وتصبر على منعها.. إذا صارت مطمئنة انضافت إلى القلب وسكنت إليه.


195} الشكر للحق عز وجل شيئان :
الأول الاستعانة بالنعم على الطاعات ومواساة الفقراء .

والثاني الاعتراف للمنعم بها والشكر لمنزلها وهو الحق سبحانه وتعالى.

196} كل من يشغلك على الله عز وجل فهو عليك مشؤوم .

197} لاتكذب حتى في صلاتك تقول الله أكبر وتكذب لأن في قلبك إله غيره.

198} قل الله أكبر ألف مرة بقلبك ومرة بلسانك .


199} أما تستحيي أن تقول لا إله إلا الله وفي قلبك ألف معبود.

200} من صح إيمانه بالله عز وجل وبقدره سـلم كل أموره إليه ولم يجعل له شريكا فيها .

201} توحيد القلب عند كمال الإيمان

202} ازهدوا في الأشياء وقد رضيتم بتدبيره .

203} طوبى لمن وافق القدر وانتظر فعل المقدر وعمل بالقدر وسار مع القدر ولم يكفر نعمة القدر .

204} آية نعمة القدر الرحمة والقرب منه والغنى به عن كل خلقه 


205} إذا وصل قلب العبد إلى ربه عز وجل أغناه به عن الخلق يقربه ويملكه ويقول له " إنك اليوم لدينا مكين أمين ".

206} ألزم نفسك وأهلك وولدك القناعة، وتفرغ أنت وهم إلى طاعة ربك عز وجل فإن كان لكم في الغيب سعةالرزق فهي تأتي في وقتها المقدر عند الله ،تراها منه وتتخلص من الشرك بالخلق ،وإن لم يكن لك عند القدر ذلك فعندك غنى عن جميع الأشياء بزهدك وقناعتك .

207} المومن لايطلب الغنى بدينه وبريائه ونفاقه وتنمسه كما يفعل المنافق .

208} قولك لاإله إلا الله دعوى ، وتوكلك عليه وثقتك به وإعراضك عن غيره بينة.

209} في حالة الإيمان تأخذ من الدنيا بمباح الشرع ،وفي حالة الولاية تاخذ من يد الله بأمره مع شهادتهما لك ، وفي حالة القطبية والبد لية تأخذ بفعله وتفوض كل الأشياء له.

210}بك لايجيء شيء ولابد منك .

211} أبكوا على أنفسكم قبل أن يبكى عليكم .

212} الدعاء منك والإجابة منه ،الإجتهاد منك والتوفبق منه ، الترك منك والحمية منه ،

213} أصدق في طلبك وقد أراك باب قربه : ترى رحمته ممتدة إليك ، ولطفه وكرمه ومحبته مشتاقين لك : وهذا غاية مطلوب الولاية .

214} سلامة الدين هو رأس المال ،والأعمال الصالحة هي الأرباح .

215} العاقل لايفرح بشيء حلاله حساب وحرامه عقاب .

216}إنتصح بأرباب القلوب حتى يكون لك قلب .

217} يا من باع كل شيء بلا شيء واشترى لاشيء بكل شيء: قد اشتريت الدنيا بالآخرة ، وبعت الآخرة بالدنيا ، أنت هوس في هوس ..عدم في عدم ..جهل في جهل .

218} الولي قائم من الأمر .. والبدل مسلوب الإختيار .

219} اللهم افننا عمن سواك وابقنا بك .

220} القلب يصدأ فيتداركه صاحبه بالسنة وإلا انتقل إلى السواد : يسود لبعده عن النور ولحبه الدنيا والتحويز عليها من غير ورع .

221} من ذكر الله عز وجل بقلبه فهو الذاكر .

222} اللسان غلام القلب .

223} حقيقة التوبة تعظيم أمر الحق عز وجل في كل الأحوال .

224} المريدون صبروا مع الله عز وجل ولم يصبروا عنه: صبروا له وفيه ، صبروا ليكونوا معه .

225} من أراد الفلاح فليصبر نفسه .

226} لايضحك في وجه الفاسق إلا العارف : يضحك في وجهه كأنه لايعرفه : وهو يعلم بخراب بيت دينه ،وسواد وجه قلبه ،وقلة عدره وكدره.

227} الله أكبر عليكم يا موتى القلوب ..إلى أي وقت تضيعون عمركم في لاشيء؟

228} كل من يرى الضر والنفع بيد غير الله عز وجل فليس بعبد له .

229} ما يسلم من نار الله عز وجل إلا المتقون الموحدون المخلصون التائبون .

230} توبوا بقلوبكم ثم بألسنتكم : التوبة قلب دولة، تقلب دولة نفسك وهواك وشيطانك وأقرانك السوء ..إذا تبت قلبت سمعك وبصرك ولسانك وقلبك وجميع جوارحك وتصفي طعامك وشرابك من كدر الحرام والشبهة.. وتتورع في معيشتك وبيعك وشرائك وتجعل كل همك الله عز وجل: تزيل العادة وتترك مكانها العبادة ،تزيل المعصية وتترك وراءها الطاعة ،ثم تتحقق في الحقيقة مع صحة الشريعة وشهادتها: لأن كل حقيقة لاتشهد لها الشريعة فهي زندقة.. فإذا تحقق هذا جاءك الفناء عن الأخلاق المذمومة وعن رؤية سائر الخلق.. فحينئذ يكون ظاهرك محفوظا وباطنك بربك عز وجل، لأنك قائم معه مقبل عليه مشغول به ناظرا إلى جلاله وجماله: إذا نظرت إلى جلاله تفرقت وإذا نظرت إلى جماله اجتمعت . تخاف عند رؤية الجلال وتثبت عند رؤية الجمال ،فطوبى لمن ذاق من هذا الطعام.


231} اللهم أطعمنا من طعام أنسك واسقنا من شراب قربك .

232} الواحد من المقربين في الآخرة يتلبس بنعيم الجنة على غير إرادة منه..

233} على قدر همتك تعطى
234} إجعل أعمالك كلها لله عز وجل لا لطلب نعمة، إرض بتدبيره وقضائه وأفعاله.. فإذا فعلت هذا فقد مت عنك وحييت به: يصير قلبك مسكنه يقلبه كيف شاء ، يصير في كعبة قربه متعلقا بأسمارها ذاكرا له ناسيا لمن سواه .

235} مفتاح الجنة قول:" لا إله إلا الله محمد رسول الله" اليوم ؛ وغدا بفنائك عنك وعن غيرك وعن كل ما سواه مع حفظ حدود الشرع .

236} قرب الحق عز وجل جنة القوم ، والبعد عنه نارهم . لايرضون إلا هذه الجنة ولايخافون إلا من هذه النار.

237} عليكم بالإيمان ثم بالإيقان فالوجود بالله عز وجل لا بك ولا بغيرك مع حفظ الحدود .

238} يامن لبس الصوف إلبس الصوف لسرك ثم لقلبك ثم لنفسك ثم لبدنك . بداية الزهد من هناك تكون لا من الظاهر إلى الباطن .


239} إذا صفى السر تعدى الصفاء إلى القلب والنفس والجوارح والمأ كول والملبوس وتعدى إلى جميع الأحوال .

240} أول ما يعمر داخل الدار ثم بعد ذ لك بابها لا كان ظاهر دون باطن .

241} الإسلام مشتق من الإستسلام .

242} سلم أمر الله عز وجل إلى الله عز وجل .

243} حب الله عز وجل وحب غيره لا يجتمعان في قلب واحد وقد قال تعالى : " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " .

244} أترك الأشياء الفانية حتى يحـصـل لك شيء لايفنى

245} ما دمت قائما مع نفسك وهواك فلا كلام .

246} صـف لقمتك وخرقتك وقلبك وقد صرت صافيا .

247} الصوفية مشتقة من الصفاء يا من لبس الصوف الصوفي الصادق في تصوفه يصفو قلبه عما سوى مولاه عز وجل 


248} قد قنعت من أحوال الصالحين بالكلام فيها، والتمني لها،كالقابض على الماء : يفتح يده فلا يرى فيها شيئا .

249} التمني وادي الحمق .


250} تعمل أعمال أهل الشر وتتمنى درجات أهل الخير .


251} من غلب رجاؤه خوفه تزندق، ومن غلب خوفه رجاءه قنط والسلام في اعتدالهما .

252} من جملة جهلك طلبك الدنيا من غير مولاها .

253} كل من وافق القدر دامت له الصحبة مع الله عز وجل .

254} كل من لم يقدم النية قبل العمل فلا عمل له .

255} الدنيا حكمة والآخرة كلها قدرة

256} التقوى دواء وتركها داء .

257} التوبة عرش الإيمان .

258}تقول إني خائف من الله عز وجل وأنت تخاف غيره؟ لاتخف إنسيا ولا جنيا ولا ملكا ، ولا تخف شيئا من الحيوانات الصامتة والناطقة ،لا تخف من عذاب الدنيا ولا الآخرة ، وإنما تخاف من المعذب بالعذاب .

260} العطاء لمن أطاع والعصى لمن عصى .

261} وكل البلاء بالولاء .

262} الأمراض كثيرة وطبيبها واحد .

263} ما دام حب الدنيا في قلبك لاترى شيئا من أحوال الصالحين .

264} إذا تركت ما في حسابك جاءك ما ليس في حسابك

265} الأبرار هم الذين لا يؤدون الذر .

266}رزقك لاياكله غيرك .

267}عمرك يذوب وما عندك خبر .

268} ويل للمحجوبين الذين لايعلمون أنهم محجوبون .

269} المتزهد يخرج الدنيا من يده، والزاهد المتحقق يخرجها من قلبه .

270} لا سكون لك حتى تميت نفسك وطبعك وهواك وما سوى مولاك .فحينئد تحيا بقربه : موت ثم نشر :" وإذا ما شاء أنشره "

271} الوقوف على باب واحد خير من الوقوف على أبواب كثيرة

272} إزهد فيك وفي الخلق وفي الدنيا يرحك الحق من الخلق .

273} طهر قلبك مما سواه فإنك ترى به سواه .

274} لا كلام حتى يكون لك دهشة بقرب الله .

275} عند الخواص يزيد الإيمان بخروج الخلق من قلوبهم وينقص بدخولهم إليهــا .

276} عند ارتكاب المعاصي يصير الكلام عبادة والصمت عنها معصية .


277} الزاهد صائم عن الشراب والطعام ، والعارف صائم على غير معروفه .

278} إذا صح لك الإسلام صح لك الإستسلام .

279} إذا صبرت على الوحدة جاءك الأنس بالواحد .

280} أخرج نفسك من قلبك وقد جاءك الخير فهي الكدرة المكدرة .

281} غيروا له من نفوسكم ما يكره حتى يؤتكم ما تحبون .

282} الحق عز وجل لا يطلب من العبد صورته إنما يطلب معناه.

283} يريدونك لهم لا لك والحق يريدك لك لا لهم فاطلب من يريدك لك واشتغل به فإن الإشتغال به أولى ممن يريدك له .

284} أبغض الخلق إلى الله تعالى من يطلب الدنيا من خلقه .

285} العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه .

286} تقول لا إله إلا الله وفي قلبك صنم؟؟ لاينفعك توحيد اللسان مع شرك القلب .

287} الموحد يضـني شيطانه والمشرك يضنيه شيطانه .


288} احفظ باطنك بالمراقبة لله عز وجل وظاهرك باتباع السنة وقد صار لك خاطر صحيح مصـيب وتصح لك المعرفة بالله عز وجل .

289} الصداقة في غير الله عز وجل وصل عداوة ، والثبات في غيره زوال.. والعطاء في غيره حرمان .

300} من عرف بعين اليقين أن الله عز وجل قد قسم جميع الأشياء وفرغ منها لا يطلب منه شيئا حياء منه. يشتغل بذكره عن مطالبته .


الأحد، 7 أبريل 2013

القسم الإعدادي الرابع : فقه العمل : من سورة

المستوى الإعدادي الثالث : فقه السيرة :

القسم الإعدادي الثالث: أدلة عن عالمية الإسلام :




أدلة عن عالمية الإسلام

المطلب الأول : أدلة عالمية الإسلام من القرآن الكريم:
"نحن في رحاب القرآن الكريم نسمع نداءه العالمي وإن فصلتنا عنه حقب بعيدة من الزمان ، ونعي صراحته ومجاهرته ، بأن الإسلام عقيدة لا ينفرد بها شعب أو مجتمع بعينه ،ولا يختص ببلد أو بلاد معينة ، بل هو دين ذو قوانين تسري على الأفراد على اختلافهم من العنصر ،و الوطن، واللسان ، ولا يفترض لنفوذه حاجزاً بين بني الإنسان ، ولا يعترف بأية فواصل وتحديدات جنسية أو إقليمية أو زمنية فهو عام في المكان والزمان "(80) .
جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى :)ليكون للعالمين نذيراً( قوله: والمراد بالعالمين هنا الإنس والجن ، لأن النبي ص قد كان رسولاً إليهما ونذيراً لهما ،وأنه خاتم الأنبياء ، ولم يكن غيره عامّ الرسالة إلا نوح فإنه عم برسالته
جميع الإنس بعد الطوفان لأنه بدأ به الخلق(81).
وقال الزجاج: معنى العالمين كل ما خلق الله كما قال : وهو رب كل شيء، وهو جامع كل عالم ،قال ولا واحد لعالم من لفظه لأن عالماً جمع أشياء مختلفة فإن جعل عالم لواحد منها صار جمعاً لأشياء متفقة(82) قال ابن عباس في قوله تعالى )الحمد لله رب العالمين( رب الجن والإنس وقال قتادة رب الخلق كلهم.
قال الأزهري : الدليل على صحة قول ابن العباس قوله عز وجل :)تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً( وليس النبي ص للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خلق الله ؛ وإنما بعث محمدص نذيراً للجن والإنس ،وروي عن وهب بن منبه أنه قال:لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم ، الدنيا منها عالم واحد.
فهلم معنا أخي القارئ نقرأ نصوص القرآن التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، كي نتعرف على دلالته الواضحة ، على عالمية الرسالة المحمدية ، من عدة وجوه :
· الوجه الأول : نصوص صريحة.
النص الأول:قال تعالى:) تبارك الذي نـزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ((83).
النص الثاني: قال تعالى :)وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ((84).
النص الثالث : قال سبحانه :) قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ((85).
النص الرابع:قال سبحانه:)ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ((86)
النص الخامس : قال تعالى عن القرآن الكريم الذي أوحاه إلى نبيه r :) إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين ((87).
النص السادس : وقال عز من قائل :) وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ((88).
أي كل من يصل إليه بلاغ القرآن، وكل من سمعه في جميع أقطار الأرض ، في أي زمن من الأزمان وصل إليه هذا البلاغ . قال تعالى :) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ((89).وقال تعالى :) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ((90).
إن هذه الآيات فيها من وضوح النص والدلالة ما يغني عن شرحها والتعليق عليها . فهي صريحة واضحة لا تقبل التأويل أبداً ، بل تدل على عالمية الرسالة المحمدية ، دلالة ضوء الشمس على طلوعها .
· الوجه الثاني : دعوة غير العرب .
جاء في القرآن الكريم دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمشركين إلى الإسلام الذي جاء به محمدص سواءاً كانوا من العرب أو غير العرب ،وبين لهم بأن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه ،قال تعالى:)ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين((91)؛بل تجاوزت رسالة نبينا محمد ص اليهود والنصارى والبشرية بأكملها فلم تقتصر على عالم الإنس فقط بل تعدت ذلك إلى عالم الجن أيضاً .قال تعالى :) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً ((92)، وقال تعالى :) وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنـزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ((93)
· الوجه الثالث : خطابات القرآن ونداءاته العامة
" إن القرآن الكريم كثيراً ما يوجه خطاباته إلى الناس غير مقيدة بشيء ، وهذا دليل واضح على أن خطاباته وتوجيهاته تعم الناس كافة "(94)، والقرآن هو وحي الله لرسوله محمد ص وفيه أحكام الإسلام وهذا دليل على أن الإسلام لجميع البشر بل للإنس والجن .
وأمثلة لذلك قوله تعالى :) يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ((95).وقوله تعالى:) يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون((96).
وغيرها من الآيات كثير :فهو يخاطب الناس جميعاً بقوله يا أيها الناس ولم يقل يا أيها العرب .
· الوجه الرابع : القوانين والتشريعات القرآنية عالمية :
لأنها من محتويات الإسلام ، والإسلام رسالة عالمية كما قلنا و الإسلام يعتمد في جميع أحكامه وتشريعاته , وما يخص الإنسان في معاشه ومعاده على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها جميع البشر .
"ولا يجد الباحث مهما أوتي من مقدرة علمية كبيرة فيما جاء به نبي الإسلام ص أي طابع إقليمي،أو صبغة طائفية ،وتلك آية واضحة على أن دعوته دعوة عالمية لا تتحيز إلى فئة معينة ، ولا تنجرف إلى طائفة خاصة " (97).
فالعبادات والمعاملات والأخلاق..الخ , كلها ليس فيها صبغة الطائفية والإقليمية بل تكتسي بالصبغة العالمية ؛لأنها تناسب الإنسان وطبيعته فهي الصالحة له دون سواها.
وكذلك النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والقضائي..الخ ,لا تجد في ثنايا أياً منها أي تفكير طائفي أو نـزعة إقليمية .فمثلاً في المعاملات وما يترتب عليها من مقاضاة بين الناس يأمر الله سبحانه وتعالى المسلم أينما وجد زماناً ومكاناً , قائلاً :) إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ((98)،بينما نجد غير المسلمين تتجسد الطائفية والنـزاعات العرقية فيهم بوضوح ،فهؤلاء اليهود كما يخبر عنهم الله عز وجل حين يتعاملون مع غير من ينتمي إلى دينهم فيقول عنهم سبحانه وتعالى :) ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ((99).
· الوجه الخامس : الإسلام ينبذ أي مقومات للتفرقة بين الناس :
إن أقوى دليل على أن الإسلام رسالة عالمية مكافحته للنـزاعات الإقليمية والطائفية فالإسلام لا يفرق بين أبيض و أسود ولا بين جنس و آخر ، بل ينبذ العنصرية والطائفية ، ويرفض جعلها مقياس للتفاضل في ميزان الإسلام و المقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى ، قال تعالى :) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم ((100).
فالإسلام : هو أول من حارب العصبية ودعا إلى الأخوة تحت لواء التوحيد الخالص ومقتضاه الإسلام.
المطلب الثاني : أدلة عالمية الإسلام من السنة النبوية المطهرة
أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم أول ما بعثه أن يصدع بالحق بين عشيرته أولاً ، ثم تتسع دائرة التبليغ والإنذار إلى أن تصل إلى أسماع كل من يستطيع أن يسمعه رسول الله ص سواء مباشرة ، أو أن يرسل من ينوب عنه في تبليغ ما جاء به  من ربه سبحانه وتعالى .
النص الأول:ها هوصلوات ربنا عليه يخبر قومه قائلاً:" والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة "(101)
النص الثاني : ولتحقيق ما كلف به من تبليغ رسالته جميع الناس أرسل السفراء إلى جميع الأقطار ،(فبعث سفراءه وفي أيدي كل واحد منهم كتاب خاص إلى قيصر الروم ، وكسرى فارس ، وعظيم القبط ، وملك الحبشة ،والحارث بن أبي شمرا الغساني ملك تخوم )(102)وغيرهم ، وما كتاباته صلوات الله عليه هذه إلى ملوك العالم في عهده إلا دليلاً قاطعاً على عالمية رسالته ص.
فهذه رسالته إلى كسرى ملك فارس يقول فيها :
"بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله ، إلى كسرى عظيم فارس : سلام على من اتبع الهدى ... وأدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة ، لأنذر من كان حياً ، ويحق القول على الكافرين ، اسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس "(103)،وهذا أيضاً ما كتبه إلى قيصر ملك الروم يقول فيه :
" بسم الله الرحمن الرحيم .. إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى . أما بعد فإني أدعوك بالإسلام اسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين "(104).
النص الثالث : ما روى جابر رضي الله عنه عن رسول الله r أنه قال :"أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أبيض وأسود ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي ، وجعلت لي الأرض طيبة طهوراً ومسجداً فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر ، وأعطيت الشفاعة "(105).
النص الرابع : جعله الله رحمة مهداة للعالمين ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله r قال : " أنا رحمة مهداة "(106).
النص الخامس : ثم ما جاء عن كونه سيد الأولين والآخرين فإن فيه دليلاً على عالمية رسالته r فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص :" أنا سيد ولد آدم ولا فخر " (107).
المطلب الثالث : الأدلة على عالمية الرسالة من كتب أهل الكتاب :
أولاً : في كتب العهد القديم (التوراة):
البشارة الأولى : من سفر النبي حجى : بشارة النبي حجى في سفره الوارد بالإصحاح الثاني عدد 7 يقول فيه :" وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم ،فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود".(108)
وفي العدد (9) يقول :"مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود"(109) .
ولفظ ( مشتهى كل الأمم ) لا تعني إلا رسول يأتي وتنتظره كل الأمم وعبر عن ذلك الانتظار بلفظ مشتهى كل الأمم بمعنى أنه يخرج من غير الإسرائيليين كما لا يكون مرسلاً إليهم خاصة بل إلى جميع أمم الأرض لأن هؤلاء الإسرائيليين يذكرون غيرهم من الناس بتعبير الأمم ... وإذا رجعنا إلى الأصل العبراني لكلمة(مشتهى كل الأمم ) نجد أنها ( حمدوت ) الأمم ، أي محمود الأمم ، واسم محمود(110) هو من ضمن أسماء النبي محمد r (111).
البشارة الثانية : من سفر التكوين :
جاء في سفر التكوين من الآية العاشرة من الباب التاسع والأربعين النص التالي :" فلا يزول القضيب من يهوذا أو المدبر من تحت فخذيه،حتى يجيء الذي له الكل وإياه تنتظر الأمم "(112). هذا في الترجمة العربية سنة 1722م وسنة 1831م وسنة 1844م .
وفي الترجمة العربية سنة 1811م (هكذا):" فلا يزول القضيب من يهوذا و الرسم من أمره إلى أن يجيء الذي هو له وإليه تجتمع الشعوب" .
"والقضيب هو النبوة على أرجح التفسيرات ومقتضى الكلام أن الذي له الكل وإياه تنتظر الأمم لابد أن يكون محمداً ص ، ولا يصح أن يفسر به غيره ، لأنه لو فسرنا أن المقصود بذلك المسيح لكان فهمنا متناقض مع النص ، إذ المسيح من آل إسرائيل ومن ذريته ، والكلام هنا عن نبوة تخرج عن ذرية إسرائيل إلى إنسان تجتمع إليه الشعوب من غيرهم وليس ذلك لغير محمد r (113)".
البشارة الثالثة : من الزبور :
وهي موجودة في الزبور في الإصحاح المائة والتاسع والأربعين، وهذه هي :" لأن الرب يسر بشعبه ، ويشرف المتواضعين بالخلاص ، يفتخر الأبرار بالمجد ويبتهجون على مضاجعهم ، ترفيع الله في حلوقهم ، وسيوف ذات ضمين في أياديهم ، ليضعوا انتقاماً في الأمم ، وتوبيخات في الشعوب ، ليقيدوا ملوكهم بالقيود وأشرافهم بالأغلال من حديد ، ليضعوا بهم حكماً مكتوباً ، هذا المجد يكون لجميع الأبرار" (114).
البشارة الرابعة : من سفر النبي أشعيا :
في الباب الثاني والأربعين من كتاب أشعيا هكذا : (9)" التي قد كانت أولها قد أتت ،وأنا مخبر أيضاً بأحداث قبل أن تحدث وأسمعكم إياها ".(10)"سبحوا للرب تسبيحة جديدة ، حمده من أقاصي الأرض راكبين في البحر وملؤه الجزائر وسكانهن"، (11)"يرتفع البرية ومدتها في البيوت كل قيدار سبحوا يا سكان الكهف،من رؤوس الجبال يصيحون"،(12)"ويجعلون للرب كرامة، وحمده يخبرون به في الجزائر "(115) فالتسبيحة الجديدة عبارة عن العبادة على النهج الجديد التي هي الشريعة المحمدية وتعميمها على سكان أقاصي الأرض ، وأهل الجزائر وأهل المدن والبراري إشارة إلى عموم نبوته r ، ولفظ قيدار أقوى إشارة إليه ، لأن محمداً r من أولاد قيدار بن إسماعيل . وقوله :" من رؤوس الجبال يصيحون إشارة إلى العبادة المخصوصة التي تؤدى في أيام الحج ، يصيح مئات الآلاف من الناس (لبيك اللهم لبيك) . وقوله : حمده يخبرون به في الجزائر، إشارة إلى الأذان يخبر به ألوف ألوف في أقطار العالم في الأوقات الخمسة بالجهر "(116).
البشارة الخامسة : من سفر النبي أشعيا :
يقول سفر النبي أشعيا ( 21: 13-14) " في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الفدادين . هاتوا ماءاً لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء ، وافوا الهارب بخبره "(117)، وطبعة كولينـزا الإنكليزية تعنون هذا الجزء من التوراة بعنوان (العبء على جزيرة العرب):" والعبء بدون ريب هو عبء تبليغ رسالة الله في عموم البشر حيث يصرح سفر أشعيا هكذا .أن الله سبحانه وتعالى قد ألقى هذا العبء على كاهل العرب"(118) .
ثم نجد النص يصرح ببلاد العرب وسكان قيدار هم سكان المدينة المنورة فهو يأمرهم بأنه إذا جاء النبي ص ، هارباً من مكة بأن يستقبلوه ويعطوه الماء والخبز إكراماً له .
وهذا ما حدث فعلاً لنبينا محمد r ، عندما هاجر من مكة إلى المدينة .
ثانياً : الأدلة على عالمية الرسالة من العهد الجديد ( الإنجيل )
البشارة الأولى : من إنجيل يوحنا :
" لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي . ولكن إذا ذهبت أرسله إليكم ، ومتى جاء ذلك يبكّت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة . أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين "(119).
قال عيسى س (يبكت العالم) فهذا القول بمنـزلة النص الجلي لمحمد ص لأنه وبخ العالم سيما اليهود على عدم إيمانهم بعيسى س توبيخاً لا يشك فيه إلا معاند بحت،وكذلك أنذر ووبخ المنافقين والعصاة في جميع أنحاء العالم .
وقول عيسى س " أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي "وهذا يدل على أن المعزي (المواس ) يكون على منكري عيسى س موبخاً لهم على عدم الإيمان به )(120).
البشارة الثانية : من إنجيل برنابا :
إن إنجيل برنابا قد أعطى أدلة قوية تثبت نبوة محمد ص ،ولذلك أصدر البابا (جيلاسيوس ) الأول _ الذي جلس على الأريكة البابوية سنة 492 ميلادية ،أمراً ينهى فيه عن مطالعة إنجيل برنابا، ولذلك رفضه النصارى بلا مبرر (121).
جاء في الفصل السابع عشر من الإنجيل :" ولكن سيأتي بعدي بهاء كل الأنبياء الأطهار فيشرق نوراً على ظلمات سائر ما قال الأنبياء لأنه رسول الله "،أي يبين غامض أقوالهم (122) .
البشارة الثالثة : من إنجيل برنابا :
في الفصل الثالث والأربعين يقول :" الحق أقول لكم إن كل نبي متى جاء فإنه يحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا إليه ، ولكن رسول الله متى جاء يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم يده فيحمل خلاصاً ورحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه ، وسيأتي بقوة على الظالمين ، ويبيد عبادة الأصنام بحيث يخزي الشيطان لأنه هكذا وعد الله إبراهيم قائلاً : انظر فإني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض ، وكما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيماً ، هكذا سيفعل نسلك .
أجاب يعقوب : يا معلم قل لنا بمن صنع هذا العهد ، فإن اليهود يقولون بإسحاق والإسماعيليون يقولون بإسماعيل . أجاب يسوع ابن من كان داود ، من أي ذرية ؟ أجاب يعقوب من إسحاق لأن إسحاق كان أبا يعقوب ويعقوب كان أبا يهوذا الذي من ذريته داود ، فحينئذ قال يسوع : ومتى جاء رسول الله فمن نسل من يكون؟، أجاب التلاميذ من داود ، فأجاب يسوع : لا تغشوا أنفسكم لأن داود يدعوه في الروح رباً قائلاً هكذا قال الله لربي اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئاً لقدميك يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك ، فإذا كان رسول الله الذي تسمونه مسيا ابن داود فكيف يسميه داود رباً؟، صدقوني لأني أقول لكم الحق: إن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق" (123).
البشارة الرابعة : من إنجيل برنابا
في الفصل الرابع والأربعين يقول " ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه العالم صدقوني إني رأيته وقدمت له الاحترام، ليكن الله معك وليجعلني أهلاً أن أحل سير حذاءك لأني إذا نلت هذا صرت نبياً عظيماً وقدوس الله "(124).
وهذه البشارة تؤكدها الآية الكريمة في قوله تعالى :) وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه * قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ((125) .
البشارة الخامسة : من إنجيل برنابا :
في الفصل السادس والتسعين أجاب يسوع :" لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي؛ أني لست فيها مسيا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاً : بنسلك أبارك كل قبائل الأرض، ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله، فينجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً ، حينئذ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله ، الذي سيأتي من الجنوب بقوة وسيبدد الأصنام وعبدة الأصنام .
وسينـزع من الشيطان سلطته على البشر وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً "(126).

القسم الإعدادي الثالث : فقه العمل :من سورة الشرح حتى سورة العاديات:

باسم الله تعالى:

أتمم دراستك لفقه العمل :

بالتفسير العملي من سورة الشرح حتى العاديات:

القسم الإعدادي الثالث: أحوال ومقامات الصراط المستقيم:

 باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة على محمدنا وآله وصحبه

إعلم أخي وفقك الله أن هذا القرآن الذي تقرأ وتتدبروالسنة التي تريد أن تتبع ، قد اقتدى بها سلفنا الصالح وكان منهم من كان فهمه جوهريا وحكيما للكتاب والسنة: فبعلم هؤلاء نتشبت :علم الصديقين من الأمة الراسخين في العلم :الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..وهؤلاء حينما مارسوا التدين استنطوا كما استنبط رسول الله صلى الله عليه وسلم :بأن الفهم درجات ليوصي صلوات ربنا عليه :بقوله:خاطبوا الناس على قدر عقولهم.
ولهذا فتدين الصحابي والولي ليس هو تدين العالم والفقيه في شرع الله فقط ، بل هناك العلماء بالله تعالى الذين علومهم كالبحور الهادئة ولهم فهم حكيم لكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه:" ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" ..ولهذا فمن الحكمة أن ترى أن الهداية لشرع الله ليست هي الهداية لله.. ونحن في هذا التفسير العملي نريد أن نهتدي إن شاء الله لله بشرع الله " فلا حقيقة دون شريعة "..والشريعة عندنا وسيلة للعمل لا هدفا للعلم.وهدفنا علميا المعرفة بالله وذاك هو العرفان.
فمقام الهدى لله أعلى من مقام الهدى لشرعه..لهذا فالفاتحة أخي في الله لم تربطك بالشرع بل ربطتك بالمشرع :فالشرع وسيلة والقرب ومحبة المشرع غاية ..فكيف تصل إلى الغاية ولا تأسرك الوسيلة ؟ أو كيف ترقى إلى مقام القرب ومقام المحبة؟ أو كيف تهتدي لله؟ كما تكلم على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكما شرحه ومارسه حكماء الأمة؟:

فاعلم أخي في الله: أن لا قرب لك حتى تذوق من أنوار أسمائه الحسنى ما شاء لك سبحانه: وأنت تسلك بكل ربانية في مقامات وأحوال السلوك والفرار إليه :
واعلم أخى أن مقام القرب من الله، ومقام الهدى الذي تدعو به في الفاتحة، ثم مقام المحبة الذي هو من آفاق الهدى: غاية من غايات الإحسان ..ولن تذوق الإحسان ما لم يكتمل إسلامك فإيمانك : فهما مقامان لازمان لتذوق مقامات الإحسان هاته ، والتي سنشرحها لكن بإيجاز :
" فخير الكلام ما قل ودل"..
فتعالى نبدأ من مقامات الإسلام فالإيمان قبل أن نرقى إلى هاته الآفاق العليا للإحسان حتى الصديقية: "وبتلميح لا استفاضة فيه لأن الموضوع يحتاج لوحده مجلدات خاصة ..ولا نركز في هذا المقتطف على معلومات بل على الدعوة للعمل بكل هاته الأحوال والمقامات إن شاء الله تعالى "

فنلخص لك أخي ـ يا طالب النور والهدى ـ مقام الإسلام في:

ـ مقام الفريضة: ويبدأ بالتطهر الأكبرللدخول في الإسلام وهو الغسل الأكبر الواجب عليك بداية..ثم الشهادة وبكل إخلاص لا رياء فيه فالرياء هو الشرك الأصغر الذي يبطل كل اعمالك وهو أن يكون غرضك من العبادة غير الله تعالى ومرضاته فتقول بإخلاص : "لاإله إلا الله محمد رسول الله" ..ولايكون لك هدف دنيوي من عبادتك مهما صغر أو كبر ، وبعد كمال نيتك إذن ثم طهارتك فشهادتك بلا إله إلا الله محمد رسولا الله" بكل يقين: عليك الإلتزام بأداء الصلوات الخمس فالصوم فالزكاة والحج لمن استطاع إليهما سبيلا.ولهذا تكفيك كتب الفقه الأصغر كبداية.

ـ مقام النافلة: وتبدأ من أول نوافل الذكر وهي: تكرار لا إله إلا الله :"إن الإيمان ليصدأ فجددوه بلا إله إلا الله" ثم نوافل الصلاة وخصوصا الرواتب فصوم التطوع كالأيام المباركة والأيام البيض والإثنين والخميس ..فالصدقات ونفقات الخير ..فالعمرات لمن يسر الله له ..واعلم أخي أن كل هاته النوافل من مستلزمات سلوكك فلا تكفيك الفريضة إن كنت من أولي العزم نحو المقامات العلى:فتشبت بهاته النوافل فلا يتشبت بها إلا مومن.

ـ مقام المعاملة : ويعني التعامل مع الناس بالحسنى وبالصدق والخير والحق واللين..

وهاته المقامات الثلات هي التي تجعل إسلامك يرقى إلى الإيمان ثم إيمانك يرقى إلى مقام الإحسان بحول الله إن فررت إلى الله حقا وأتممت سلوكك ..

واعلم أخي أن الأساس هو مقامات الإسلام هاته ..بينما مقامات الإيمان ومقامات وأحوال الإحسان فهي متشابكة ويتداخل بعضها في بعض ولها نشير بإيجاز في الفقرات التالية.. ولن يكتمل عملك بالفاتحة إلا في مقاماتها العليا..ألست تدعوا بمقام المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟ فارق لمقاماتهم وما ذلك على الله إن اجتباك بعزيز :"والله يهدي إليه ينيب"فارجع لله في كل صغيرة وكبيرة يوفقك الله لهاته الهداية بحوله وفضله ومنته سبحانه:

فماذا عن هاته الأحوال والمقامات التي هي سلم صعودك نحو سماوية روحك وقلبك وفكرك :بل وجوارحك وضمائرك وجوانحك كلها:

أولا ثم أولا :مقام التوبة : "وإن أول شروط ا لتوبة ا لنصوح : التوبة من كل ذنب ونهايتها التوبة من التوبة أي توبتك من أخطاء توبتك وتوبتك من رؤية أنك التائب لا الله هو الذي تاب عليك ..فالله تعالى قال:" وتاب عليهم ليتوبوا" ولم يقل :"تابوا فتاب عليهم "فافهم.. وعند الفقهاء لا تتم إلا باستغفارك وندمك وعزمك علىعدم العودة لذنوبك ..وتحررك من واجباتك وحقوق غيرك .. وأما في مدرستنا فإلى جانب ما فرضه علم الفقه الأصغر..فلا يكتمل لك تحقيقها حتى تلتزم بست منازل هي:

1اليقظة: وهي ترك سكر الغفلات والإشتغال بالطاعات: فتقوم من سبات كسلك في الطاعات: لتشمر على الإنضباط في الصلوات الجماعية أول..ا ثم رواتبها فنوافلها ..فالأذكار الواجبة لك من تلاوة وهيللة وحمد واستغفار وحوقلة وتسبيح وتكبير فحسبلة.. فتلاوة وتجويد لكتابه تعالى .وبكل حرص على أن لا تعصى الله إلا مكرها ..وكلما وقعت في ذنب مهما صغر أو كبر بادرت في الإستغفار والتضرع واستئناف التوبة والصدقة والتنفل.

2التفكر: وهو التأمل في الكون والعلم والنفس: فتكون مصرا على أن تعبد الله بفكرك كما تعبده بجوارحك : وأول عبادة لك هنا الصلاة بعقلك :فلا تصل إلا وأنت تفكر في كل كلمة تقولها ،فتتمعن كل معاني ما تتلو من قرآن كريم وتسبيح وتكبير وغيره من الأدعية.. ثم استعمال الفكر في الدراسة والتعلم بكل يقظـة..فتقرأ ساعيا للفهم العميق لا للحفظ والفهم البسيط...ولن يكمل لك هذا الفهم العلي حتى تبدأبالتفكر في جسمك كيف أبدعه الله وسواه في أحسن صورة ،وفي معجزات الله في نفسك وفي غيرك إلى أن تتأمل الكون كله :" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " فبهذا تصل للحق والحقيقة والرسول صلى الله عليه وسلم قال لحارثة بعد أن قال له حارثة :لقد أصبحت مومنا حقا " فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك "؟" فتحقق جزاك الله من كل شيء..ونحن لحد الآن لا نتكلم إلا عن المقام الأول ..: حقيقة إسلامك .فتحقق وحقق معنا ولا تكن من أولي الهمم الدنيئة ..

3البصيرة:وبدايتها المعرفة بالعيوب ونهايتها الفراسة التي لاتخطئ والكشف المحق ..فالبداية هنا هي بداية مقام المراقبة الذاتية فيكون منك إثنان نفس تعيش وقلب وعقل وروح يراقبونها بكل صرامة ..ولا تغلب واحدة ثلاثة إن صبرت في البدايات. خصوصا عندما تذوق عسل قلبك الذي هو حلاوة إيمانك ..وخصوصا إن صفت قليلا بصيرتك فانطبق عليها قوله عليه الصلاة والسلام :"اتقوا فراسة المومن فإنه يرى بنور الله"..فبعدها لك أن تطمع في مقام الشهود والكشف كما سنبين لك فيما بعد. وإن تحركت هنا بصيرتك واستمررت في السلوك فقد فلحت للرقي نحو مقامات المحسنين.

4 العزم: وهو الجزم في إرادة وجه الله تعالى محبة لذاته: حيث يكون لك عزم ثابت لعبادة الله محبة لوجهه الكريم والقرب منه ..وهذان المقامان" البصيرة والعزم" ليسا من مقامي أهل الإسلام ولا الإيمان فقط ..بل هما من أعلى مقامات الإحسان كما سيتبين لك فيما بعد ..فاعزم إذن على أن تحب الله حقا وتتقرب منه صدقا، لكن ليس بنفسك :إذلا تصل لهذا إلا إذا تبرأت من حولك وقوتك لحوله وقوته :" وإذا عزمت فتوكل على الله" فعليك الإجتهاد وعليه سبحانه وتعالى الثمرات.

5 المحاسبة: وهي سؤال النفس عن كل قول وفعل ..فتحاسب نفسك عن القول فلا تتكلم إلا لضرورة ومنفعة ملغيا لكل لغو وكل ذنوب اللسان " فمن كثر لغطـه كثر خطـأه" وتحاسب نفسك عن كل عمل هل هو صواب وعلى السنة إن كا ن حلالا؟..وهل هو خالص لوجه الله؟.. كما تتوب من كل قول وعمل ذميم مهما صغر.

6 المراقبة: وهي الشعور بحضرة الرقيب تعالى : فتراقب نفسك لأن هناك من يراقبك وهي الملائكة بعد الله تعالى. فتراقب نفسك كما سلف وأنت تستشعر مراقبة الملائكة الكرام عليهم السلام والله سبحانه وتعالى :" فإنك بأعيننا "

وبهاته المنازل الست تكون قد عمقت أسس توبتك وفي نفس الوقت بنيت كل ركائز المقامات العلى :

ومن علامات قبول التوبة بمقاماتهاالست هاته أربع منازل أخرى هي :

1الإنابة:وهي الرجوع الكلي لله في كل صغيرة وكبيرة ..فتكون من الأوايبن كما الأنبياء :" إن إبراهيم لحليم أواب" ..وهاته الإنابة هي بداية فرارك نحو الله تعالى :" ففروا إلى الله"

2التذكر: دوام الذكر والعلم والتفكروالتضرع..فيكون لك وردا يوميا من الذكر والدعاء المأثورين بعد الصلوات وخصوصا عند الشروق والغروب كما يكون لك وقت معلوم لتلاوة وتجويد القرآن الكريم ووقت لدراسة القرآن والعلوم ما استطعت .

3الاعتصام:الإستجارة بطاعة الله من معصيته..وهاهنا يلزمك التحقق من " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فتتحقق من عجزك الكامل ومن قدرته سبحانه المقتدرة: فتعتصم بقدرته ولا تتكل إلا عليه ..ولا يتم لك ذلك إلا إذا احتميت بطاعته وفررت من كل المعاصي ما استطعت.

4 الفرار لله: وهو نتيجة إنابتك إن كانت صادقة وهو بداية السلوك نحو رحاب الأحوال والمقامات:فتزهد في كل ما سواه سبحانه:وهذا الزهد يعني زهدك في كل حرام ولا تأخذ من دنياك إلا الحلال: ولا يعني هذا زهدك في بعض الحلال فذاك مقام الورع الذي لم تصله بعد.

القسم الإعدادي الثالث: دعاء الفرائض:

باسم الله تعالى:
إن أوامر الدين ونواهيه كثيرة : وإذا ما إعتمدت على نفسك للإمتثال لها كلها فلن تستطيع أن تلتزم بها إلا بحفظ من الله وعون  ومنة منه وفضل:
 لهذا إختصرنا لك أهم أعمال الإسلام وفرائضه بهذا الدعاء :
+ حتى لا تدعي القدرة على الإلتزام دون تفضل منه سبحانه وتعالى:
+ وتتذكر هذه الفرائض كلها كلما قرأت هذا الدعاء.
+ ويتقوى توكلك على الله تعالى في كل حركاتك وسكناتك:
 فتطلب منه سبحانه كل ما طلبه منك: 
فحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل :
فلا تتكاسل في الدعاء بدعاء الفرائض هذا كلما تيسر لك ذلك:
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد   اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام : اللهم إني أسألك باسمك الأعظم :يا الله يا من لا إله إلا هو: ربي وإلهي ومولاي وسيدي وخالقي ورازقي ومالكي وملكي يا حق يا مبين سبحانك وتعاليت يا ذا الأسماء الحسنى والصفات العلى : اللهم إني أسألك رحمتك ومغفرتك ولطفك وكل مكارم صفاتك وأن تسيرني حتى:
أتحرى الإخلاص في عقيدتي وكل عباداتي ـ متذكرا قرب موتي ـ ووحشة قبري ـ وقرب القيامة وأهوالها ـ ذاكرا جهنم وأليم عذابها ـ خائفا وجلا من الله تعالى لذاته ومن مقامه وعذابه وغضبه ونقمته ومكره ــ ومتفكرا في خطورة مصيري فأنا مهدد بالخلود في جهنم كأي كافر فاسق ضال عاص عنيد ـ متوسلا لله تعالى أن يرزقني الجنة وما قرب لها من قول أوعمل ويمن علي بحسن الدعاء له وحده دون شريك فلا إله إلا هو ولا معبود بحق سواه سبحانه ـ راجيا رجاء الخائفين المخلصين المشمرين لله وللدارالآخرة ـ آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ما استطعت ـ كادا ومجاهدا نفسي الأمارة للتوبة من كل ذنب ومعصية ـ مسرعا لخدمة وطاعة والداي ـ وصلة رحمي ـ وإبرار جيراني ـ والوفاء مهما كانت ظروفي وأحوالي ـ كاظما غيظي ـ حافظا للساني ـ وزاهدا في كل الدنايا ـ بصبر على البلاء وكل شدة ومصيبة ـ مسرعا لإسباغ وضوئي كلما بطل ـ وإقامة صلاتي مع الإمام عند كل أذان ما لم أغلب ـ حاثا نفسي وغيري على الطهارات الباطنة والظاهرة ـ والنظافة والسمت الحسن وجمالية المخبر والمظهر ـ مبكرا للجمعات ـ معتادا للمساجد والرباطات ـ وأن أحث نفسي وغيري على الصدقات ولو بالقليل ـ متحريا للصدق ـ ومتطوعا ما استطعت بالصوم ـ فأصوم العشرالاولى المباركة من ذي الحجة أو بعضها مجتهدا في طاعاتها لفضلها الكبير إن شاء الله تعالى ـ وأصوم تاسوعاء وعاشوراء إن لم أغلب ـ كما أجد لصوم الأيام البيض من كل شهر ما وفقني الله تعالى ـ وأكثر ما استطعت من صوم التطوع فهي علاج نفسي وروحي وقلبي ومقويات وصبري ـ وأن أسعى للنفقة ما استطعت على عيالي وبكرم إن تزوجت ـ راعيا لأسرتي بإحسان ـ متحريا الإحسان في كل شيء ـ ومحثا على اللطف باليتامى والأرامل والفقراء والضعفاء والمساكين وكل أهل البلاء ـ متخلقا بكل أخلاق الرحمة و الشفقة و اللطف والرأفة واللين ـ غير غافل عن ذكر ربي: جادا لتجويد وترتيل القرآن الكريم وبالتسبيح والتهليل والتكبيرـ وبالحمد والحوقلة وكثرة الإستغفارـ وأن ألزم نفسي بورد يومي لذلك ـ طالبا العلم الواجب علي لديني ودنياي ومعاشي ومآلي مبتعدا على المجلات والجرائد والكتب التافهة ـ وأن أعمل بعلمي ـ محثا نفسي وغيري على العمل الصالح ـ ومجالسة ومصاحبة العلماء ـ والكسب الحلال ـ وطلب الرزق دون تواكل على أحد ومتوكلا مستعينا بربي الرزاق وحده ـ وبكل قناعة وغنى نفس ـ متكرما بإطعام الطعام ما استطعت ـ وبحسن الخلق ـ وحسن التوكل على ربي ـ وبالورع عن كل صغيرة وكبيرة ـ بحياء من ربي ومن نفسي وغيري ـ غير ناس إصلاح نيتي وتجديدها ـ مسرعا لأداء فريضة حجي إن وجبت ـ ومتنفلا بالعمرة ما استطعت دون رياء ولا سمعة ولا غاية تنافي عبوديتي لله وحده ـ وأعد نفسي للجهاد بكل أنواعه ما وجب علي دون فتنة :فدم وأذى أي مسلم حرام علي :وأن أطيع الأمير ما أقام فينا الصلاة ـ وأن أسرع لرباطات المومنين العلمية والتربوية ما وفقت لذلك ـ محثا نفسي وأولادي وأقاربي وأصدقائي على الرياضة البدنية ـ وعلى التريض الروحي ـ شغوفا بمحبة أمتي ومتأهبا دوما للدود عنها ونصرتها ـ مبرا بزوجتي ـ وبارا بكل مومن .ومتخلقا بقيم التصالح والتسامح ـ والسعي للإصلاح بين الناس ـ والسعي لإصلاح ما فسد ـ منتهيا عن مصارمة أي كان ـ معتادا علىعيادة المرضى شافاهم الله الشافي سبحانه ـ مكثرا من التنفل ـ متحريا الخشوع في كل أذكاري وأورادي وترتيلي وتعلمي وتعليمي وأعمالي وكل صلواتي ـ متحريا السنة في كل عباداتي منتهيا ناهيا عن كل بدعة مهما صغرت ـ متفكرا في خلق السماوات والأرض واختلافات الليل والنهار وكل الكون وكل العلوم النافعة ما استطعت ـ وفي إجتهاد متزايد ـ مستعدا للتصدي لعداوة شياطين الإنس والجن ـ واعيا بمكائد وحيل الشيطان ـ وغير راض دوما عن نفسي الأمارة مهما أطاعت ـ راضيا بالقضاء والقدر ـ وراضيا عن الله متوسلا رضاه عني ـ وقابلا لإختلافات المذاهب والفقهاء دون تعصب لمذهبي فتلك رحمة الإسلام بنا ـ لكن بتحري الحق والحقيقة في كل ما أسمع أو أقرأ ـ متصدقا ببعض وقتي وعلمي كله لتبليغ ديني حتى للكافر ونصح المسلمين إخوتي ما لزم ذلك ـ وأن لا أجادل إلا بحكمة وبأدب الحوار الثلاث :حسن الإستماع و حسن الرد عن السائل والمحاور والجدل بالحسنى ـ وان أخصص وقتا ولو يسيرا لتعلم القرآن وترتيله وتعليمه ـ حاثا على تعلم وتعليم العربية ـ محافظا على البيئة والنسل ـ رافقا بالحيوان ـ متصفا بحسن المعاشرة ـ مجتنبا للسفهاء والفسقة ـ مجتهدا في معرفة حقوق غيري وحقوقي وكل واجباتي ـ مجتهدا لزيارة المرضى والأقارب والمقابر ـ وأن أحيي بالسلام وأرده على كل مسلم ـ ولا ألبس إلا ما يليق بحشمتي ـ متأدبا في الأكل والشرب والنوم والمضاجعة ـ مجيبا لدعوة كل مسلم ـ متأدبا في الدخوا والخروج من أي مكان: غير ناس لأدعيتهما وأدعية الشرب والأكل والمضاجعة والنوم ـ وأن أحسن مجالسة أي جليس لي ـ ولا أتوانى في إماطة الأذى ـ والتناصح والصدق والتسامح في البيع والشراء ـ وإمهال المدان ـ وأن أغض بصري عن المتبرجات ألبسهن الله لباس تقواهن ـ متقللا من الكلام ــ مسرعا لرد ديوني ـ وأن أسرع لتقديم السلفات من فائض مالي دون فائدة ـ مسرعا في إكرام أهل العلم والفضل والشرف ـ وطاعة أولي الأمر في المعروف ـ بكل غيرة ـ وبكل السخاء ـ ولا أنسى تشميت العاطس ـ واتباع الجنائز ـ والإسراع للتعزية ـ وحسن تدبير شؤوني ـ والشفاعة للضعفاء عند معارفي ـ وتقبيل ولدي وبنتي ـ وأن لا أخالط الناس دون ضرورة ـ متذكر دوما الله وأقلام الملائكة ـ وأن أقدم الهدايا لوالداي وإخوتي وأقاربي وإخواني ما تيسر ذلك ـ غير ناس مكافأة يد الجميل ولو بالشكر والدعاء بجزاء الله لها ـ وأن أطلب الحكمة بجد وأعمل بها ـ متمرنا على قلة السمر إلا لضرورة ـ مسرعا لتعليم الأميين ـ ومتخلقا بكل خصال التواضع ـ والعدل ـ جادا لتربية أولادي وأولاد كل مسلم على الإيمان والإحسان ـ ناصرا للمظلوم وناصحا للظالم ـ وان أستر المسلمين ـ حاثا نفسي وغيري على رحمة الصغار والفقراء وكل مبتلى ـ وعلى توقير الكبار والعلماء ـ وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
ثم :مستغفرا ربي بكثرة ومتوسلا منه تعالى الحفظ من كل المعاصي والذنوب خائفا ومبتعدا وحذرا من الوقوع في كل كبيرة وصغيرة فأجتنب الشرك الأكبر والأصغر ـ والقتل ـ والسحر ـ وترك الصلاة دون عذر ـ وإفطار رمضان ـ وترك الحج مع القدرة ـ وعقوق الوالدين ـ وهجر الأقارب ـ والزنا ـ واللواط ـ والربا ـ وأكل مال اليتيم ـ وظلم اليتيم ـ والظلم بشتى ألوانه وأنواعه ـ والكذب ـ والقطيعة ـ والسخرية ـ والمحاباة والمحسوبية ـ وسوء الظن ـ والحقد ـ والحسد ـ والسرقة ـ أوتعييب الطعام ـ أوالفرار من الزحف ـ وغش الرعية ـ والغش في البيع ـ والظلم في القضاء والحكم ـ والكبر ـ أوالفخر ـ والعجب والتيه ـ وشهادة الزور ـ وشرب الخمر أو ارتياد أمكنته ـ والقمار ـ أوقذف المحصنات ـ أوالغلول من الغنائم ـ وقطع الطريق ـ وأن لا أقسم أبدا اليمين الكاذبة فهي الغموس الغامسة صاحبها في النار ـ وأن أمتنع على أكل الحرام ـ متعوذا بالله من القنوط والشؤم أو الإنتحار ـ منتهيا عن أخذ الرشوة أو تقديمها لأي كان ـ ناهيا عن تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل ـ لا عنا للديوث والمحلل للمطلقة والمحلل له ـ متنزها عن البول والغائط ـ مجتبا الرياء والمراءاة والجدل العقيم ـ وأن لا أتعلم للدنيا فقط بل أقرأ باسم الرب الذي خلق ـ مستعيذا الله من كتمان العلم ـ أوالخيانة ـ وتصديق الكاهن والمنجم والمشعود ـ والإمتنان ـ أوالتكذيب بالقدر ـ والتجسس ـ والنميمة ـ والغيبة ـ ولعن المسلمين ـ والغدر ـ أو الخيانة ـ ناهيا عن نشوز المرأة عن زوجها ـ وعن التصوير الخيالي المحرم ـ وعن اللطم والنياحة ـ وعن البغاء والبغي ـ أو الإستطالة على الضعفاء واحتقارهم ـ وناهيا عن تعظيم الغني لغناه ـ وعن أذى الجار ـ أو أذية أي من المسلمين ـ وعن أذية الناس كلهم ـ أوأذية الحيوان ـ ومنتهيا تائبا من إسبال الثوب ـ وناهيا عن لبس الرجل للذهب والحرير ـ وعن الذبح لغير الله في المقابر المهجورة ـ وعن التبني ـ وعن المراء ـ وأن لا أمنع الماعون ــ أو أهين وأأذي أولياء الله الصالحين ـ أو أخرج عن جماعة المسلمين وإمامهم ـ أوأسعى للفتنة بين المسلمين . مستعيذا بالله من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ـ غير آمن أبدا من مكر الله تعالى مستغفرا دوما لذنوبي وذنوب كل المسلمين والمسلمات والمومنين والمومنات الأحياء منهم والأموات متوسلا له تعالى أن يرزقنا الثبات على الإيمان والإخلاص في الأعمال ويجنبنا الذنوب كلها ما كبر منها وما صغر فنعم السميع المجيب القريب هو داعيا دوما بأسماء الله الحسنى كلها ومتنفلا بالباقيات الصالحات وكثرة الصلاة على نبينا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها طبيبنا المعلم والمربي صلاة الله عليه وعلى الآل والصحب أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين عدد وكما تشاء وتحب وترضى  .

القسم الإعدادي الثالث: حكم تربوية :

حكم تربوية من 101 إلى 150 


101} إذا أراد الله بعبد خيرا علمه..ثم ألهمه العمل والإخلاص وأدناه وقربه وعرفه: وعلم القلوب والأسرار مختارة له دون غيره: يجتبيه كما اجتبى موسى عليه السلام::"واصطنعتك لنفسي".

102} إغسل نجاسة ثوب دينك بماء التوبة والثبات عليها والإخلاص فيها..وطيبه وبخره بطيب المعرفة ..

103} لاتكن كحاطب الليل يحطب ولا يدري ما يقع في يده.

104} الغنى فيما عدم طلب الغنى.

105} الدواء في توحيدك لله عز وجل بالقلب لا باللسان.

106} كلما خطوت بقلبك خطوة للخلق بعدت عن الحق .

107}تدعي أن قلبك خرج من الخلق وأنت تخافهم وترجوهم : ظاهرك الزهد ، وباطنك الرغبة..ظاهرك الحق وباطنك الخلق .

108} الشجاع طهر قلبه مما سوى الحق عز وجل ،ووقف على بابه بسيف التوحيد وصمصامة الشرع، لا يخلي شيئا من المخلوقات تدخله: جمع قلبه بمقلب القلوب.

109}الشرع يهذب الظاهر .. والتوحيد والمعرفة يهذبان الباطن .

110‏} بين قالوا وقلنا لاياتي شيء.

111}تعلم ثم اعمل ثم انفرد في خلوتك عن الخلق ، واشتغل بالمحبة..وإن شاء قربك إليه وأدناك منه وأفناك فيه.. ثم إن شاء يشهرك ويظهرك للخلق ويردك إلى استيفاء الأقسام .

112} الحق في القلوب والأسرار والمعاني..والباطل في الأهوية والنفوس والعادات والطاعات وما سوى الحق عز وجل.

113} القلب الصادق يسافر من الخلق إلى الحق ..يرى في طريقه الأشياء يسلم عليها ويجوز.

114} العلماء العمال بعلمهم نواب السلف ورثة الأنبياء.

115} من زاد علمه يجب أن يزداد خوفه من الله عز وجل وطواعيته له.

116}يا نياما لاينام عنهم.. يا معرضين لايعرض عنهم .. يا ناسين لاينسون..يا تاركين لايتركون.

117}لا فلاح لمن لايحسن الظن بالله عز وجل وبعباده الصالحين ويتواضع لهم .

118} لاتستهينوا بكلمات الحكماء والعلماء فإن كلامهم دواء وكلماتهم ثمرة.

119} الصديق من صادقته في الخير: تدوم صداقته في الخلوة والجلوة.. في السراء والضراء..في الشدة والخير.

120} من جملة مواصلة الحق عز وجل أن تواصل الفقراء بشيء من مالك ....

121} أطلبوا حوائجكم من الحق عز وجل لامن غيره.

122} الأولياء هم الذين أخرجوا هم أرزاقهم من قلوبهم.

123} المومن يتزود والكافر يتمتع.

124}غاية المومن العارف العالم باب قربه من الله عز وجل : أن يصل قلبه إليه في الدنيا قبل الآخرة .القرب من الله عز وجل يكون غاية القلب ومسارة السر.

125} أنقر بيضة وجودك بمنقار صدقك ..وانقر حيطان رؤيتك للخلق والتقيد بهم بمعاول الإخلاص في توحيدك ..واكسر قفص طلبك للأشياء بيد زهدك فيها..وطر بقلبك حتى تقع على ساحل بحر قربك من الحق عز وجل فحينئذ ياتيك ملاح السابقة ومعه سفينة العناية فيأخذك إلى ربك عز وجل .

126} أصدق في طلبك لمولاك عز وجل وقد أغناك صدقك عن كثير من التعب .

127} الدنيا بحر وإيمانك سفينتها .

128} إرجع بقلبك إلى الله عز وجل والتائب إلى الله هو الراجع إليه .

129} لاتستأنس بشيء بل استوحش من كل شيء مما تحت العرش إلى الثرى.

130} العبادة صنعة وأهلها الأولياء والأبدال المخلصون المقربون من الله عز وجل .

131} لاإله نفي كلي وإلا الله إثبات كلي له لا لغيره .

132} القلب هو المومن .


133} الجاهل يفرح بالدنيا والعالم يغتم فيها .

134} الذاكر لله عز وجل حي ينتقل من حياة إلى حياة فلا موت له سوى لحظة: إذا تمكن الذكر في القلب دام ذكر العبد لله عز وجل وإن لم يذكره بلسانه ..كلما دام العبد في ذكر الله عز وجل دامت موافقته له ورضاه بأفعاله .

135} الموافقة في البلايا والآفات تزيل الكرب والضيق والحرج والضجر والإنزعاج وقت وقوعها .

136} لاتغتر بالعارية وتظنها لك عن قريب تؤخذ منك :الحق عز وجل قد أعارك الحياة حتى تطيعه فيها حسبتها لك وفعلت فيها ما أردت .

137} لاتهـتم برزقك فإن طلبه لك أكبر من طلبك له

138} إشتغل بيومك لو عرفت الحق عز وجل لاشتغلت به عن طلب الرزق وكانت هيبته تمنعك من الطلب إليه .

139} من عرف الله عز وجل كل لسانه لايزال العارف أخرس اللسان أمام الله عز وجل حتى يرده إلى مصالح الخلق.

140} كل من تجرد عما سوى الحق عز وجل ، ووقف بين يديه على أقدام قلبه وسره، فقد قال بلسان الحال كما قال موسى عليه السلام: " وعجـلت إليك ربي لترضى"

141} معرفة الله سبحانه وتعالى هي الأصل .


142} دع مجالسة من يرغبك في الدنيا .. واطلب مجالسة من يزهدك فيها.

143} حظوظ القلب باطنة ، وحظوظ النفس ظاهرة ، وحظوظ القلب لاتأتي إلا بعد منع النفس حظوظها.. حتى إذا استغنى القلب بحظوظـه من الحق عز وجل جاءت الرحمة للنفس.

144} من خدم خدم.. ومن أحسن يحسن له.. ومن يعطي يعطى ..وإذا عملت للنار كانت النار لك...

145} أعمالكم عمالكم .

146} كيف تتمنى الجنة من دون أعمال أصحاب الجنة؟ أرباب القلوب في الدنيا الذين عملوا بقلوبهم لا بجوارحهم فحسب .

147} سلم المشترى إلى المشتري وغدا يعطيك الثمن .

148} الجار قبل الدار ..الرفيق قبل الطريق .


149} يا من يريد الجنة :شراؤها اليوم لاغدا.


150} ثبات الأقدام على قدر الإيمان.